كان الزلزال الذي ضرب، ليل الجمعة 08 شتنبر 2023 منطقة الحوز مدمرا، وخلف حوالي 3000 قتيل والعديد من الجرحى وخسائر مادية فادحة. لكن السلوى كانت من جلالة الملك محمد السادس الذي عقد ثلاث جلسات عمل، أعطى جلالته خلال الأولى تعليماته السامية لإعداد برنامج استعجالي لتعويض المتضررين وإعادة البناء. وتابع ذلك خلال الجلستين التاليتين، متتبعا تفاصيل عمليات الإنقاذ وإعداد خارطة طريق لإعادة البناء وتنمية كل المناطق المتضررة.
ولم يكتف جلالة الملك بالجلسات الثلاث بل زار المصابين في المستشفى الجامعي بمراكش، وتبرع بدمه.
وكان لافتا أنه مباشرة بعد هذه الكارثة الطبيعية عرفت البلاد تعبئة وطنية تلقائية، كان عنوانها البارز تضامن نموذجي والتزام مدني.
تعيش الرياضة المغربية، ولاسيما منها كرة القدم، على وقع نهضة كبيرة، تتجلى في عدة مناح؛ سواء منها ما يتصل بالبنية التحتية، أو بالنتائج المحققة على مدار سنوات، وفي فئاتها السنية، ذكورا وإناثا، فضلا عن تنظيم المنافسات الكبرى، والترشح لتنظيم كأس العالم لسنة 2030.
واستطاعت الرياضة المغربية أن تكون حاضرة في عدد من المنافسات الجهوية والقارية والدولية، بحيث لتفت الانتباه بتفوقها، بواسطة جملة من الرياضيين الشباب، الذين صعدوا منصات التتويج، كان آخرها منصة كأس إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة، التي نالها أشبال الأطلس إثر تفوقهم على نظرائهم المصريين بهدفين لهدف، في ملعب مركب مولاي عبدالله بالرباط، دون أن ننسى بلوغ نصف نهائي كأس العالم بقطر.
وأسعدت الرياضة المغربية، وبخاصة كرة القدم، الجماهير المغربية، على مدار المملكة، وخارجها، أينما وجد المغاربة، بل ووسعت انتشار "تمغربيت" بشتى تجلياتها، مستفيدة من فورة الإنفوميديا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والاهتمام الواسع للإعلام الدولي.
كان المغرب ولايزال بلدا فلاحيا، لكن الفلاحة فيه لم تعد كما كانت، بعد تبني استراتيجية المخطط الأخضر، ثم استراتيجية الجيل الأخضر، التي تُعد بمثابة خارطة طريق لتحقيق سيادة غذائية مستدامة بالمغرب. هذا المنظور الاستراتيجي جعل المغرب يتطلع إلى استدامة هذه السيادة الغذائية بتصور واضح لتثمين الإنتاج في ظل إكراهات حقيقية من قبيل التغيرات المناخية، التي جعلت البلاد تعيش تحت ضغط الجفاف وندرة الماء.
يعود المغرب للترشح لتنظيم نهائيات كأس العالم، بنسخة "مونديال 2030"، وهذه المرة بخبرة أكبر وتجربة راسخة في تدبير ملفات الترشح، مستمدا قوته من التطور الكبير الذي شهدته المملكة في السنوات الأخيرة، خاصة في مجال البنية التحتية، وتطور ظروف ممارسة كرة القدم في المملكة.
وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعلن، يوم الثلاثاء 14 مارس 2023، أن المملكة قررت، بمعية كل من إسبانيا والبرتغال، تقديم ترشيح مشترك لتنظيم كأس العالم لسنة 2030، وأضاف جلالة الملك، في رسالته إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بمناسبة منحه جائزة التميز، وقرأها نيابة عنه وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أن هذا الترشيح المشترك، الذي سيعد سابقة في تاريخ كرة القدم، سيحمل عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا.
التزمت المملكتان المغربية والإسبانية، خلال الاجتماع الرفيع المستوى بالرباط، بإنعاش التبادلات التجارية والاستثمارات، من أجل تنفيذ مشاريع تنموية مشتركة في إطار شراكة رابح-رابح.
ويأتي هذا الاجتماع الرفيع المستوى، الذي عرف توقيع عدة اتفاقيات وتنظيم منتدى اقتصادي، يومي فاتح وثاني فبراير 2023، بعد أن أطلقت زيارة رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز إلى المغرب في أبريل 2022، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خارطة طريق جديدة من أجل المضي قدما في العلاقات الثنائية بين البلدين.
ولاشك أن الاجتماع الرفيع المستوى سيشكل تجديدا وتكريسا للشراكة بين المملكتين، خصوصا بعد أن أجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الثلاثاء فاتح فبراير 2023، اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.
وخلال هذه المحادثات، التي طبعها الدفء، أشاد جلالة الملك محمد السادس بالتطور الذي تشهده المرحلة الجديدة للشراكة الثنائية، في سياق من التشاور والثقة والاحترام المتبادل، وذلك منذ اللقاء الذي جرى في 07 أبريل 2022 بين جلالة الملك ورئيس الحكومة الإسبانية، حيث تم تفعيل الالتزامات التي تضمنها البيان المشترك المعتمد بهذه المناسبة بشكل جوهري، حسب ما جاء في بلاغ للديوان الملكي.
وفي هذا السياق، نوه جلالة الملك بانعقاد الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى المغرب-إسبانيا، بعد ثماني سنوات على عقد آخر دورة لهذه الآلية المؤسساتية.
وفي أفق تعزيز هذه الدينامية الإيجابية في الشراكة الاستراتيجية الثنائية الممتازة، دعا صاحب الجلالة رئيس الحكومة الإسبانية للقيام بزيارة رسمية للمغرب، في أقرب الآجال.
وستشكل هذه الزيارة مناسبة سانحة لتعزيز العلاقات الثنائية بشكل أكبر، من خلال اعتماد مبادرات ملموسة تتميز بالنجاعة، وبمشاريع فعلية في مختلف المجالات الاستراتيجية ذات المنفعة المشتركة.
لا يمكن أن تُذكر سنة 2022 إلا وهي مرتبطة بتألق المنتخب المغربي في مونديال قطر، الذي استطاع الوصول إلى المربع الذهبي. وتُوج ذلك كله باستقبال شعبي وملكي بأسود الأطلس. تألق أعاد النقاش حول ما يمكن للرياضة، مشاركةً أو تنظيما، أن تحققه من تنمية اقتصادية واجتماعية، خصوصا أن آثار الحضور في قطر بدت أكثر وضوحا كلما استمر في عبور أدوار المنافسة على مستويات السياحة والترويج لوجهة المغرب والرواج الاقتصادي الداخلي الذي تم خلقه.
الرواج طبع، بصفة عامة، السنة المنصرمة، باعتبارها سنة الإنعاش الاقتصادي وبداية التعافي من تداعيات جائحة "كورونا".
هذا التعافي واكبته إعادة النظر في الترسانة القانونية المنظمة للصحة والاستثمار، كما جاء ذلك متزامنا مع انطلاق ورش تعميم الحماية الاجتماعية…
أوراشٌ انطلقت لتأخذ سرعتها الاعتيادية في سنة 2023، إلى جانب أوراش ضخمة انطلقت تحت القيادة السامية لجلالة الملك محمد السادس، من قبيل ورش الطاقات المتجددة والتصنيع، ليكون بذلك العام الجاري عام الرهانات الكبرى المفتوحة على المستقبل…