اقتصاد
الغذاء تحت رحمة المناخ.. بماذا يوصي الخبراء المغاربة؟
23/04/2024 - 16:18
مصطفى أزوكاحتذهب العديد من المؤسسات الوطنية والدولية إلى أن شح المياه يشكل خطرا على المغرب، خاصة مع توالي سنوات الجفاف، الذي وصل إلى سنته السادسة هذا العام، إلى درجة دفعت وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات محمد صديقي إلى التأكيد على أن المغرب يعرف جفافا عنيفا هذا العام.
ولا يكف الباحثون والمهنيون وأصحاب القرار السياسي عن التأكيد على أنه في ظل العوامل الجيوسياسية والتغيرات المناخية التي تؤثر على توفر أسعار الحبوب والزيوت النباتية، يتوجب تطوير زراعة أكثر مرونة لضمان الاحتياجات الزراعية الرئيسية مثل الحبوب والبقوليات واللحوم والخضر والفواكه.
ويشير بحث أنجزه الباحثون الزراعيون رياض بلغي وحسن بنعودة وحميد محيو ووديع السنيبي، وانكبوا فيه على القيام بمراجعة شاملة لدراسات تأثير تغير المناخ التي أجراها المعهد الوطني للبحث الزراعي، إلى أن تغير المناخ يطرح تحديات كبيرة أمام القطاع الزراعي، خاصة مع توقعات تشير إلى تناقص هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وزيادة تواتر الجفاف خلال القرن الحادي والعشرين.
ويستعرض الباحثون الأربعة في ورقة بحثية مساهمة البحث الزراعي نتائج تلك البحوث التي أنجزت بالمغرب، حيث يلاحظون انخفاض كمية هطول الأمطار بنسبة 25 في المائة تقريبا منذ عام 1980، بينما ارتفعت درجات الحرارة، مما أدى إلى زيادة احتمالية حدوث الجفاف.
ويحيلون في مجلة AfriMed Agricultural Journal، التي يصدرها المعهد الوطني للبحث الزراعي، التوقعات المناخية المستندة إلى سيناريوهات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التي تشير إلى أنه بحلول نهاية القرن، ستستمر درجات الحرارة في الارتفاع وستنخفض كمية الأمطار، مما يؤدي إلى فترة نمو أقصر للحبوب وانخفاض الغلة.
ويتوقع الباحثون أن تنخفض ملاءمة الأراضي لزراعة الحبوب، لاسيما في السهول الأطلسية، نحو المناطق الشمالية والجبلية، مشددين على تأكيد الدراسات على ضعف الزراعة المغربية أمام تغير المناخ والحاجة الملحة لاتخاذ تدابير التكيف.
ويلحون على ضرورة إعطاء صانعي السياسات الأولوية لتطوير وتنفيذ استراتيجيات تكيف شاملة، وتخصيص موارد للبحث والتطوير وتقديم حوافز للمزارعين لتبني ممارسات مستدامة وتعزيز التعاون بين أصحاب المصلحة.
ويشددون على مسألة لجوء المزارعين وخدمات الإرشاد الزراعي إلى تكييف ممارساتهم للتعامل مع تغير المناخ عبر اعتماد أصناف المحاصيل المقاومة للجفاف، وتنفيذ تقنيات الري الموفرة للمياه، واعتماد ممارسات الزراعة الحافظة وتنويع محافظ المحاصيل.
ويؤكد الباحثون على ضرورة استحضار التغير المناخية، ما يفرض إعطاء الأولوية لتطوير أصناف محاصيل مقاومة للجفاف وتقنيات الري الفعالة في استخدام المياه، وتشجيع تبني ممارسات الزراعة الحافظة.
ويشددون على تعزيز قدرة خدمات الإرشاد الزراعي على تزويد المزارعين بالمعرفة والموارد لتنفيذ الممارسات الذكية مناخيا، والاستثمار في توسيع وتحسين أنظمة الإنذار المبكر وخدمات معلومات المناخ.
ويؤكدون على إجراء المزيد من البحوث حول الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للتكيف مع تغير المناخ في الزراعة المغربية، مع تطوير وتنفيذ أطر للمراقبة والتقييم لتقدير فعالية تطبيق استراتيجيات التكيف.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
الأنشطة الأميرية
اقتصاد
اقتصاد