مجتمع
هكذا يتم رصد والتحذير من الظواهر المناخية القصوى بالمغرب
20/04/2024 - 13:13
مراد كراخيويعيش المغرب على وقع موجات حر استمرت إلى ما بعد فصل الصيف لتمتد إلى فصلي الخريف والشتاء، وتأتي هذه التغيرات المناخية بالمملكة في سياق دولي يعرف زيادة في الظواهر المناخية القصوى من قبيل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء، وتسجيل تساقطات مطرية غزيرة في فصل الصيف، مما ينتج عنه موجات حر شديدة وفيضانات مدمرة.
وتلعب المديرية العامة للأرصاد اليوم دورا مركزيا، باعتبارها المزود الرئيسي لمعلومات الأرصاد الجوية والمناخ، في مواجهة الظواهر المناخية القصوى، من خلال تطوير حلول وأدوات لدعم اتخاذ القرارات على مستوى لسياسات العمومية بشكل يضمن الحماية والتكيف مع التغيرات المناخية.
الرصد الجوي
أفادت المديرية بأنه تقوم خلال مرحلة الرصد الجوي بمراقبة الطقس عبر المملكة بواسطة 44 محطات سينوبتيكية مزودة بموارد بشرية ذات كفاءة عالية وبالآليات الضرورية، وبـ300 محطة رصد آلية أوتوماتكية، وأزيد من 700 محطات مناخية، و5 محطات بحرية.
وأبرزت المديرية، في معطيات حصل عليها SNRTnews، أن هذه الأليات تتولى تسجيل بيانات الأرصاد الجوية التي توجَّه إلى مقر المديرية بالدار البيضاء، حيث يتم تجميع هذه البيانات وتحليلها وإعداد التقارير الخاصة بها.
وتتوفر المديرية على آليات حديثة ومتطورة للاستشعار عن بعد، منها سبعة رادارات لمراقبة الطقس وتتبع نشاط السحب والعواصف الرعدية، حيث يتم استخدام صور الأقمار الاصطناعية الأنية كذلك بالإضافة إلى شبكة لرصد الصواعق، و4 محطات للمصابر الألية لقياس العناصر الجوية المختلفة في طبقات الجو العليا.
وبعدها تأتي مرحلة تجميع ومعالجة المعطيات؛ وخلال هذه المرحلة يتم استقبال بيانات الأرصاد الجوية على المستوى الوطني وكذلك على المستوى الدولي بمركز الأرصاد الجوية بالدار البيضاء حيت يتم تجميع وكذلك مراقبة التقارير المتضمنة لحالة الطقس التي روقبت على مستوى كل محطة، ليتم بعثها عن طريق خطوط مواصلات خاصة بالأرصاد إلى المركز، وذلك باستخدام "لغة رقمية" خاصة عبر معايير متفق عليها دوليا، وبعد ذلك تتم معالجة هذه المعطيات.
إعداد التوقعات والنشرات الإنذارية
خلال هذه المرحلة، أفادت المديرية بأنه يتم إعداد التوقعات بواسطة نماذج عددية دقيقة يتم تشغيلها عن طريق حواسيب متطورة وعالية السعة؛ تمكن من الحصول على السيناريوهات المرتقبة لتطور عناصر الطقس خلال مراحل زمنية لاحقة على نطاق المغرب وعلى نطاق أوسع.
وتستخدم كل هذه البيانات في إنتاج خرائط للحالة الآنية للغلاف الجوي وكذا الحالات المستقبلية المتوقعة باستعمال نماذج عددية، حيث تبنى التنبؤات الجوية القصيرة ومتوسطة المدى على أساس هذه النماذج والبيانات، وذلك باستعمال حواسيب متطورة تصل قدرتها الحسابية لأكثر من مليون مليار عملية في الثانية، والتي تعد الأكثر تطورا على مستوى العالم العربي والإفريقي.
وبناء على بيانات الرصد الجوي ومخرجات خرائط التوقعات، يقوم المختصون في التوقعات بالمركز الوطني للتوقعات بإعداد توقعات وتقارير مختلفة تخص مختلف القطاعات كالطيران والملاحة البحرية، الوقاية المدنية ولفلاحة.
وتكون هذه التوقعات عالية الدقة مصممة خصيصا لاحتياجات العملاء والشركاء، وتنقسم إلى عدة أقسام؛ وهي التوقعات الأنية (أقل من 12 ساعة)، والتوقعات القصيرة المدى (من 12 إلى 48 ساعة)، والتوقعات المتوسطة المدى (من 3 إلى 10 أيام)، بالإضافة إلى التوقعات الفصلية (من 1 إلى 3 أشهر)، والإسقاطات المستقبلية، وهي عبارة عن إعداد سيناريوهات خاصة بالتغيرات المناخية فوق المغرب بواسطة نموذج مناخي عام أو جهوي.
نظام الإنذار الرصدي
بالنظر للتحديات الجديدة التي أصبح يواجهها المغرب كسائر بلدان العالم بسبب التغيرات المناخية وارتفاع وتيرة وحدّة الظواهر القصوى، عملت المديرية العامة للأرصاد الجوية على تطوير نظام الإنذار الرصدي وجودة التنبؤات الرصدية.
وأفادت المديرية، في المعطيات التي قدمتها لـSNRTnews، أن هذا النظام يهدف إلى السبق في اتخاذ التدابير اللازمة خلال الحالات الجوية الخطيرة لإعطاء المسؤولين والجهات المعنية بالأمر الوقت الكافي للتدخل؛ وتهم النشرات الإنذارية: الأمطار القوية، أو الرياح العاصفة٬ أو الأمواج العاتية، أو السقوط الكثيف للثلوج، أو العواصف الرعدية أو موجات البرد أو الحر.
وبفضل تحسين دقة نمادج التوقعات فقد تم تطوير نظام للتنبؤ واليقظة الرصدية ليصل من مستوى الأقاليم إلى مستوى الجماعات الترابية؛ كما تم الرفع من مدى نظام الإنذار واليقظة على المستوى الإقليمي والمحلي وكذا على مستوى الشريط الساحلي من 48 ساعة الى 72 ساعة.
وبناء على بيانات الرصد الجوي ومخرجات خرائط التوقعات، يقوم المختصون في التوقعات بالمركز الوطني للتوقعات بإعداد خريطة اليقظة من خلال تخصيص لون لكل إقليم أو جماعة ويتم تحديثها في أي وقت وفقًا لتطور الحالة الجوية.
وتحدد هذه الألوان مستويات المخاطر؛ فاللون الأخضر يعني عدم وجود أي خطر في الحالة الجوية، ويشير اللون الأصفر إلى ظواهر عادية مع أخذ الحيطة، واللون البرتقالي يعني وجود ظاهرة جوية قصوى تلزم اتخاذ الحيطة والحذر، في حين يشير مستوى اللون الأحمر إلى وجود ظاهرة قصوى تشكل خطر كبير وتستلزم الانتباه.
ويعتبر هذا النظام الجديد نقلة نوعية في تدبير الحالات الجوية الخطيرة على المستوى المحلي، حيث يمكن من تزويد السلطات العمومية بالمعلومات اللازمة المتعلقة بالأحوال الجوية من خلال الإخبار المبكر؛ وبالتالي ضمان التعبئة الفعالة للموارد وإعداد وإدارة الأزمات، وكذا اتخاذ القرارات الاستباقية للحد من الآثار السلبية للظواهر الجوية القصوى.
وخلصت المديرية إلى أنه ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة المحيطات وتزايد مخاطر التغيرات المناخية ستزيد الحاجة إلى خدمات مصالح الأرصاد الجوية من رصد وتنبؤ وبحث، وهنا تبرز الأهمية الكبرى لخدمات التنبؤ وأنظمة الإنذار المبكر للحماية من الأخطار المتعددة.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
تكنولوجيا