نمط الحياة
رابحة الحيمر تروي لـSNRTnews قصة شجاعة متوجة
06/03/2024 - 16:47
حليمة عامرهكذا تحدثت رابحة الحيمر، 37 سنة، ابنة بن احمد، التي استطاعت أن تلفت انتباه العالم، خلال هذا الأسبوع، بعد فوزها بالجائزة الدولية للمرأة الشجاعة لعام 2024، نظير صبرها وإصرارها على إثبات نسب ابنتها، التي كانت ثمرة لزواج الفاتحة.
بعد المعاناة التي عاشتها نتيجة لزواجها في سن مبكر، رسمت رابحة الحيمر معالم الشجاعة والتفاني بألوان الصمود والعزيمة في مواجهة الزواج التقليدي في المغرب، حيث سلطت الضوء على المشاكل التي قد تعيشها المغربيات بسبب صعوبة إثبات نسب أطفالهن، ضحايا هذا الزواج الذي قد يكون بدون عقد قران.
وتسلمت رابحة الحيمر من السيدة الأولى للولايات المتحدة، جيل بايدن، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أول أمس الاثنين بواشنطن، "الجائزة الدولية للمرأة الشجاعة 2024"، خلال حفل تم تنظيمه بالبيت الأبيض وحضره، على الخصوص، سفير جلالة الملك بواشنطن، يوسف العمراني.
وتوجت رابحة الحيمر بهذه الجائزة بفضل نضالها من أجل الحصول على حقوقها المتمثلة في ثبوت النسب، وهو النضال الذي عكسه شريط وثائقي تم عرضه على القناة الثانية في 2 ماي سنة 2014، ضمن برنامج "قصص إنسانية " (HH)، بعنوان "أولاد حرام".
سلطت الحيمر عبر ذلك الشريط الضوء على معاناة المغربيات مع زواج القاصرات والمشاكل التي يمكن أن تطفو على السطح بسبب تهرب الزوج من الاعتراف بأن الأطفال نتيجة لهذا الزواج، الذي قد يكون بدون عقد قران.
وفي هذا السياق، تحدثت رابحة الحيمر، في تصريح لـSNRTnews، عن ظروف مشاركتها في هذه الجائزة وكيف استطاعت أن تحوّل معاناتها إلى دروس حياة تبعث الأمل والتحفيز بالنسبة للطفلات ضحايا الزواج المبكر.
وتروي الحيمر، الأم لشابة تبلغ من العمر 19 سنة، تفاصيل مسيرتها التي قطعتها ونضالها طيلة سنوات من أجل إثبات نسب ابنتها، حيث كانت ضحية زواج "الفاتحة" في عام 2001، وهي طفلة لا يتجاوز عمرها 14 سنة، وهو ما جعلها تعاني كثيرا.
تقول: "تم زواجي بقرار من والديّ. وكانت تلك مرحلة صعبة جدا، لأنني كنت طفلة صغيرة، ونحن نعلم صعوبة الزواج التقليدي في مجتمعنا". وتضيف: "آمل ألا تعيش أي طفلة مغربية تجربة مشابهة لتجربتي".
وتتحدث رابحة الحيمر عن الفيلم الوثائقي، الذي سردت من خلاله قصتها، معتبرة بأنه كان بمثابة رسالة توضح للعائلات المغربية التي تؤمن بالزواج المبكر، المشاكل التي عاشتها. وتضيف: "عائلتي لم تكن تدرك حجم المشاكل التي سأواجهها، وكانت نيتها حسنة، ولكن نتائج هذا الزواج كانت وخيمة".
ولم يعترف زوج الحيمر بنسب ابنتها، إلا بعد سنوات من المعاناة، مما جعل صغيرتها تعاني لتحصل على حقوقها التي من أبرزها التمدرس مثل أي طفل في سنها، غير أنه بفضل كفاح الأم تمكنت الطفلة من الحصول على جميع حقوقها وواجباتها وهي الآن تتابع دراستها بطنجة وتتحدث ثلاث لغات أجنبية.
وتعتبر رابحة الحيمر أن هذه الجائزة تكريم لجميع النساء المكافحات اللواتي يسعين لثبوت النسب ومواجهة زواج القاصرات، معبرة عن امتنانها لجلالة الملك محمد السادس، الذي تعتبر بأن الإصلاحات التي أطلقها من أجل تمكين النساء من حقوقهن، من خلال مدونة الأسرة، كانت مرحلة فاصلة في مسار حقوق المرأة في المغرب.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
مجتمع
مجتمع