مجتمع
5 مخاطر صحية لتوالي سنوات الجفاف
20/02/2024 - 08:48
وئام فراجأكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن الجفاف يؤثر على صحة الإنسان عبر 5 مستويات أساسية؛ وهي الجهاز التنفسي وسوء التغذية والأمراض المائية، فضلا عن تأثيره على الصحة من خلال الحشرات الناقلة، وتداعياته على الصحة النفسية والعقلية.
أمراض الحساسية
وأوضح حمضي، في تصريح لـSNRTnews، أن الحديث عن الأضرار الصحية الناتجة عن الجفاف لا يتعلق بالمدى القريب، إذ يعرف الجفاف بكونه "فترة طويلة من انخفاض التهطال ما يؤدي إلى شح المياه"، كما يعني القحط الذي يحدث للأرض بسبب انحباس تساقط الأمطار.
وأشار حمضي، في هذا الإطار، إلى أن سنوات الجفاف قد تزداد بسبب الاحتباس الحراري للكرة الأرضية ما يتطلب التهيئ لها من جميع الجوانب.
وفي ما يتعلق بتأثير الجفاف على الجهاز التنفسي، أوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن أمراض الحساسية المتعلقة بالجهاز التنفسي تكثر خلال فترات الجفاف، مشيرا إلى أنه يتسبب في اجتفاف التربة ويؤدي بذلك إلى صعود الجزيئات في الهواء التي تتكاثر وتؤدي بدورها إلى تلوث الهواء وعدد كبير من الأمراض الصدرية والتنفسية.
كما لفت إلى مخاطر استعمال الأسمدة والمبيدات الحشرية في فترة الجفاف، والتي يؤدي تبخرها السريع في الهواء إلى انتشار أمراض تنفسية كثيرة، بالإضافة إلى أن الحرارة والرياح تجعل عددا من الفيروسات تنتقل على غرار مرض "التهاب السحايا".
انتشار الأمراض المائية
أما على مستوى التغذية، أكد حمضي أن الجفاف يؤثر على الصحة من خلال سوء التغذية الناتج عن قلة المواد الغذائية، ما يتسبب في نقص المناعة وانتشار الأمراض بسرعة.
كما يؤدي شح المياه إلى انعدام النظافة، لأن الوصول للماء الصالح للشرب يصبح قليلا ما يجعل الأمراض المائية أكثر انتشارا، وفق حمضي، مشيرا إلى إمكانية انتشار عدد من الأمراض والأوبئة بسبب قلة الماء، واستعمال مياه غير صالحة للشرب (خاصة تعفنات الجهاز الهضمي).
وتطرق حمضي، في السياق ذاته، إلى الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات؛ إذ أظهرت الدراسات أن الحشرات المستوطنة في بعض المناطق تنتقل من مكان لآخر بسبب التغيرات المناخية وتنقل معها الأمراض، كما تساهم في نشرها.
وعلى مستوى الصحة النفسية والعقلية، أظهرت كافة الدراسات، وفق الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن الجفاف يؤدي إلى ضغط نفسي كبير وانتشار أمراض نفسية وعقلية خصوصا في صفوف الأشخاص الذين يعيشون في البوادي والمزارعين.
كما يمكن أن يعاني من التداعيات النفسية للجفاف جميع المواطنين خصوصا من ذوي الدخل المحدود، نظرا لارتفاع الأسعار الذي يرافقه وتأزم الوضعية الاجتماعية والاقتصادية.
الاستثمار في الوقاية
من جهة أخرى، أكد حمضي أن تداعيات الجفاف تختلف من منطقة إلى أخرى وحسب إمكانيات كل دولة، موضحا أن المخاطر الصحية المذكورة ليست مطروحة في الوقت الحالي بالمغرب، إذ يعد المغرب من البلدان المتوسطة من حيث المنظومة الصحية، والتي يمكن أن تكون في منأى عن هذه المخاطر في الأفق المنظور.
وأكد أن الحديث عن التغيرات المناخية يتطلب التفكير في المستقبل البعيد واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، من أجل الحفاظ على البيئة والموارد المائية، مبرزا أن الدول صرفت 9 آلاف مليار دولار لمجابهة جائحة كوفيد 19، بينما تصرف حاليا للمحافظة على البيئة أقل من 150 مليون دولار، ما "يستدعي التفكير مليا والاستثمار في الوقاية قبل اللجوء إلى العلاج".
مقالات ذات صلة
مجتمع
عالم
مجتمع
اقتصاد