مجتمع
حوادث السير .. لماذا يرتفع عدد الوفيات بسبب الدراجات النارية؟
03/03/2024 - 15:17
حليمة عامرويرجع مصطفى العزوزي، الخبير الدولي في السلامة الطرقية، أسباب وقوع هذه الحوادث في صفوف أصحاب الدراجات النارية إلى عدة عوامل تتجلى، بشكل خاص في البنية التحتية وبعض السلوكيات التي تعود إلى السائقين.
وأوضح العزوزي، في تصريح لـSNRTnews، أن من الأسباب التي تجعل أصحاب الدراجات النارية يتعرضون لحوادث السير في المغرب، بشكل كبير، هي البنية التحتية غير الملائمة لهذه الفئة، حيث لا توجد مسارات خاصة لمستخدمي الدرجات النارية، حتى في المناطق التي يزداد فيها عدد هؤلاء السائقين، ولا حتى بالمناطق التي تشهد ارتفاعا في عدد حوادث السير.
وإلى جانب ذلك، يربط المتحدث ذاته هذه الأرقام بعنصر المركبة، حيث يمكن شراء الدراجة النارية بقوة 49 سنتمتر مكعب(CC)" وتعديلها إلى" 90 سنتمتر مكعب أو120 سنتمتر، علما أن رمز CC المتداول بين العارفين بعالم الدراجات النارية يحيل على حجم المحرك فيها.
يفضي تعديل محرك الدراجة النارية إلى الزيادة في سرعتها ويجعلها تشكل خطرا على مستخدمي الطريق، علما أن أصحاب الدرجات النارية المزودة بمحرك لا تتعدى أسطوانته 50 سنتمترا في الساعة لم يكن يشترط فيهم الحصول على رخصة السياقة، وهو ما يجعلهم أكثر حرية وغير مسؤولين عن الآخرين.
ويعتبر العزوزي أن بعض أصحاب الدراجات النارية لا يحترمون قواعد السلامة عند التقاطعات، علما أن غالبية الحوادث تحدث في هذه المواقع، مما يجعل هذه الفئة أكثر عرضة للخطر أثناء السياقة.
ويلاحظون أن بعض أصحاب الدراجات النارية، يتجاهلون الالتزام بقواعد السلامة وارتداء الخوذة الواقية، وهو ما يزيد من خطورة الحوادث والإصابات، التي قد تصل إلى درجة الوفاة.
أما بخصوص سبب تصدر هذه الفئة للوفيات، يرجع ذلك إلى نوعية الإصابات التي يتعرض لها أصحاب الدرجات النارية، والتي غالبا ما تكون في الأطراف أو على مستوى الرأس.
ووفقا لمعطيات قدمها وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، في منتصف فبراير الماضي، خلال إطلاق برنامج "الدراجة الآمنة"، فإن أكثر من 75 في المائة من المخالفات المرتبطة بعدم احترام قانون لسير وخاصة احترام الأضواء الثلاثية وعلامة قف، تخص الدراجات النارية. وتصل في بعض المدن مثل مراكش إلى 86 في المائة.
وفي سياق ذلك، تقوم وزارة النقل واللوجستيك والوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، خلال هذا الأسبوع، بتحسيس أصحاب الدرجات النارية بالتدابير والإجراءات التي ينبغي عليهم اتخاذها لتجنب حوادث السير، بالنظر إلى أن حوادث السير التي تخص الدراجات النارية، باتت إشكالية مقلقة بالمغرب.
وقد دفع ذلك الوزارة إلى إطلاق البرنامج المندمج "الدراجة الآمنة " الذي يشمل تكثيف عمليات التواصل والتحسيس الخاصة بهذه الفئة من مستعملي الطريق قصد حثهم على احترام قانون السير، والرفع من نسبة استعمال الخوذة التي تستجيب لمعايير الجودة والسلامة، حيث لا تتجاوز نسبة استعمالها 56 في المائة.
وتشير وزارة النقل واللوجستيك إلى أن الدراسات العلمية تبين أن استعمال الخوذة الواقية تقلص من احتمال الوفاة بنسبة تتجاوز 45 في المائة، لذلك يشمل برنامج الوزارة تشديد المراقبة على استعمال الخوذة الواقية وترسيخ ثقافة استعمالها، حيث تقوم بتوزيع 50.000 خوذة واقية لفائدة مستعملي الدراجات النارية في إطار مقاربة تكاملية بين التحسيس والتوعية من جهة والمراقبة من جهة أخرى.
كما يشمل برنامج "الدراجة الآمنة" تعزيز المراقبة الطرقية من خلال تفعيل الوحدات المتنقلة لمراقبة المخالفات ومراقبة السرعة من خلال الرادارات الثابتة، فضلا عن تقوية المراقبة في صفوف موزعي وبائعي الدراجات النارية للتأكد من موافقة الخصائص التقنية للدراجات التي يتم تسويقها مع ملف المصادقة عليها، ودعم مشاريع تحسين البنيات التحتية الطرقية داخل المجال الحضري.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع