عالم
قتال عنيف في جنوب غزة والأونروا "مصدومة" من تعليق التمويل
27/01/2024 - 22:43
أ.ف.بوأصبحت الأونروا في مرمى السلطات الإسرائيلية التي تقول إنها تشتبه في ضلوع بعض موظفيها في الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حماس في السابع من أكتوبر على الأراضي الإسرائيلية.
وفي السياق، تعهّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أنّ تسعى بلاده لمنع الوكالة من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، فيما علقت ثماني دول تمويلها للأونروا، في أعقاب الاتهامات الإسرائيلية التي طالت موظّفيها.
وعلّقت أستراليا وكندا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفنلندا وهولندا وألمانيا، مساعداتها للأونروا السبت، بعد خطوة مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة الجمعة. وبينما ندّدت حماس بـ"التهديدات" الإسرائيلية ضد الأونروا ومنظّمات أممية أخرى، أعلنت السلطة الفلسطينية أنّ الأونروا بحاجة إلى "الدعم"، مطالبة الدول التي أعلنت وقف دعمها للوكالة بالعودة عن قرارها.
من جانبه، اعتبر المفوض العام للوكالة السبت أن قرارات تعليق التمويل "صادمة". وقال فيليب لازاريني في بيان "إنه لأمر صادم أن نرى تعليق تمويل الوكالة كرد فعل على الادعاءات ضد مجموعة صغيرة من الموظفين"، لا سيما في ضوء التدابير التي اتخذتها الوكالة الأممية التي "يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل البقاء على قيد الحياة". وكانت الوكالة قد أنهت عقود عدد لم تحدده من موظفيها وفتحت تحقيقا في الاتهامات الإسرائيلية.
مخيمات غمرتها المياه
ميدانيا، باتت خان يونس في قلب المعركة بعدما كانت ملجأً للنازحين هرباً من الاشتباكات التي تركّزت بداية في الشمال، ما دفع سكانها والنازحين إليها للفرار.
وتعدّ خان يونس كبرى مدن جنوب القطاع، كما تعتبرها إسرائيل معقلاً لحماس. وفي هذه المدينة، يحتدم القتال خصوصاً في محيط مستشفيَي ناصر والأمل اللذين يعملان بالحد الأدنى ويؤويان مرضى وآلاف النازحين. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني عن مقتل نازح يبلغ 28 عاماً السبت، على مدخل غرفة الطوارئ في مستشفى الأمل بنيران الجيش الإسرائيلي.
يأتي ذلك فيما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أدهانوم غيبريسوس أنّ "الوقود والغذاء والإمدادات تنفد" في مستشفى ناصر، حيث لا يزال هناك "350 مريضاً و5 آلاف نازح"، مجدِّداً دعوته إلى "وقف فوري لإطلاق النار".
على بعد حوالى عشرة كيلومترات جنوب خان يونس، يتكدّس أكثر من 1,3 مليون فلسطيني في رفح، محاصَرين في "ظروف يائسة" عند الحدود المغلقة مع مصر، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وغمرت المياه شوارع تضيق بمئات آلاف الخيام، بعد ليلة سيئة عاشها النازحون بسبب الأمطار الغزيرة، وفق مراسلي وكالة فرانس برس. وقالت هند أحمد "ما يحدث ليس منطقياً، ليفتحوا لنا المعابر لنغادر"، مضيفة "لم يعد هناك شيء في غزة، لا مدارس ولا تعليم ولا أيّ مقوّمات حياة".
وقاطعها أحد المارّة قائلاً بصوت مرتفع ونبرة غاضبة "لن نغادر غزة، اليهود هم من جاؤوا إلى هنا، وهم من يجب أن يغادروا". وافترش جانبي الطرقات عشرات الباعة الجوالين الذين يبيعون المساعدات التي وصلت إلى القطاع بأسعار مضاعفة، خصوصاً المعلّبات والفُرش والأغطية.
غير أنّ هذه المدينة لم تسلم من القصف أيضاً. ففي حيّه المدمَّر بعد غارة جديدة، قال محمد الشاعر أحد سكّان المدينة "لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة، كل ما يُقال كذب".
مساعي وساطة
وكانت محكمة العدل الدوليّة دعت الجمعة إسرائيل إلى منع ارتكاب أيّ عمل يُحتمل أن يرقى إلى "إبادة جماعيّة" في غزّة. كما دعت الهيئة القضائيّة التي لا تملك أيّ وسيلة لتنفيذ قراراتها، إسرائيل إلى اتخاذ "إجراءات فورية" للسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة. وفي هذا الإطار، دعا وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي السبت المجتمع الدولي إلى إتخاذ كل الخطوات اللازمة كي تنفّذ إسرائيل قرار محكمة العدل الدولية بـ"وقف قتل الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ" إلى قطاع غزة.
وفي وقت تتواصل الحرب بلا هوادة، تحاول قطر ومصر والولايات المتحدة التوسط من أجل التوصل إلى هدنة جديدة تشمل عملية إطلاق سراح رهائن وأسرى فلسطينيين. وخُطف نحو 250 شخصاً خلال هجوم حماس، أطلِق سراح مئة منهم في نهاية نونبر خلال هدنة، في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيّين.
وبحسب السلطات الإسرائيلية، ما زال هناك 132 رهينة محتجزين في قطاع غزة من بينهم 28 يعتقد أنهم قتلوا. وأفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس بأنّ اجتماعا سيُعقد في باريس في الأيّام المقبلة لبحث اتفاق هدنة في غزة، يشارك فيه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيّة (سي آي إيه) ومسؤولون من مصر وإسرائيل وقطر. وشارك آلاف في مسيرات في إسرائيل مساء السبت، خصوصا في وسط تل أبيب، للمطالبة بإعادة الرهائن واستقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.
من جهته، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مجددا في خطاب متلفز أنه "إذا لم نقض على إرهابيي حماس (...) فإن المذبحة المقبلة ستكون مسألة وقت فقط".
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم
عالم