مجتمع
شح المياه بالمغرب .. سبل تجنب شبح العطش
04/01/2024 - 19:01
مراد كراخيوأبرز الوزير خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، الثلاثاء 02 يناير 2023، أن تحسيس المواطنين يبقى جانبا مهما خلال المرحلة القادمة موضحا أن الوزارة أطلقت مجموعة من الحملات في هذا الإطار منها تنظيم معارض جهوية للماء تم خلالها تنظيم أنشطة خاصة بالمدارس.
وأفاد بركة بأن الوزارة بصدد إطلاق برامج جديدة في مجال التحسيس؛ من بينها أن تقوم الإدارات بإعطاء المثال في هذا الإطار، مبرزا أنه على مستوى وزارة التجهيز والماء يتم قطع الماء من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحا، كما سيتم عقد اتفاقيات مع وزارات ومؤسسات عمومية لاتخاذ إجراءات لترشيد استهلاك المياه، لتكون قدوة للمواطن العادي من أجل مراجعة سلوكه في استعمال الماء.
تؤكد وزارة الداخلية في مراسلة إلى الولاة والعمال السلطات المحلية على أن الجفاف أفضى إلى إضعاف قدرات إمدادات المياه بشكل خطير، وأن ندرة الأمطار والمعدل الحرج لملء السدود وضعف منسوب المياه تنذر بأزمة مائية كبيرة، مما يستدعي تنفيذ إجراءات صارمة لترشيد استغلال مواردنا الطبيعية من المياه.
وأوصت الداخلية في مراسلتها بتحديث خريطة استهلاك المياه حسب المنطقة، مع تحديثها بشكل دوري، لتحديد المناطق الأكثر استهلاكا للمياه، على أساس المعدل اليومي المستهلك، مشددة على أنه على ضوء هذه الخريطة من الضروري الشروع في إجراءات تحسيسية، بمشاركة الجمعيات المحلية، حول أهمية ترشيد استهلاك المياه (اتصالات مباشرة، توزيع نشرات...) وترشيد تدفق المياه لهذه المناطق المستهلكة للماء بقوة (تعديل الضغط أو القطع الكلي خلال فترات زمنية معينة).
وحثت على البحث عن التسربات الموجودة في خطوط الأنابيب الخاصة بالفاعلين في الإنتاج والتوزيع، ودعوتهم إلى إعداد تقارير شهرية تتعلق بالكميات المفترضة المفقودة والإجراءات المنجزة أو المخطط لتنفيذها.
وأكدت على محاربة كل أشكال الغش في استغلال الموارد المائية، مثل الربط العشوائي واستغلال أنابيب المياه، مشيرة إلى أن عدم دفع البعض لرسوم استهلاك المياه يشجع غالبا على إساءة استغلال هذا المورد.
ومنعت وزارة الداخلية سقي كافة المساحات الخضراء والحدائق العامة، وتنظيف الطرق والأماكن العامة باستخدام المياه، وملء حمامات السباحة العامة والخاصة أكثر من مرة في السنة، وسقي المحاصيل المائية بالتشاور مع وزارة الفلاحة.
إجراءات بسيطة
وفي هذا السياق قال وديع مديح، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك، إن الوضعية المائية التي تعيشها المملكة خلال السنوات الأخيرة تفرض على جميع المتدخلين في جميع المجالات الانخراط في إجراءات ترشيد الماء باعتبار ذلك واجبا وطنيا.
وأشار مديح، في تصريح لـSNRTnews، إلى أنه وبالموازاة مع الاستراتيجية الحكومية في هذا الخصوص، يبقى المستهلك العادي عنصرا محوريا في ترشيد استهلاك الماء، داعيا إلى تكثيف حملات التوعية والتحسيس للحد من السلوكيات المتسببة في هدر الماء واستعماله بطريقة غير مسؤولة في الحياة اليومية.
وأفاد المتحدث ذاته أن الحملات التحسيسية تتمحور حول نصائح بسيطة لترشيد استهلاك المياه داخل المنازل، لكن تأثيرها يكون كبيرا في حفظ الثروة المائية، وتتمثل هذه النصائح في الاستحمام باستعمال الرشاشة مع تقليل مدة الاستحمام، وضرورة ملء غسالة التصبين بالملابس عن آخرها قبل تشغيلها.
وتشمل النصائح كذلك تقليل استهلاك المراحيض للماء عبر وضع وزن لإثقال حوض الماء، وغلق الصنبور بين الغسلة والغسلة، وغسل الأواني داخل حوض المطبخ، مع ضرورة الإبلاغ عن وجود تسربات، وعدم استعمال الماء الصالح للشرب في المسابح وخلال سقي الحدائق.
وأشار المتحدث ذاته إلى ضرورة التنسيق بين جمعيات حماية المستهلك ووزارة التجهيز والماء من أجل إبرام اتفاقيات حول ترشيد استهلاك الماء لتنظيم حملات لتحسيس المستهلك بعلاقته بالماء.
ووفق معلومات صادرة عن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، يبلغ متوسط استهلاك المغربي للماء خلال الاستحمام من60 إلى 80 لترا في اليوم، في ما يكلف حوض الاستحمام من 120 إلى 200 لتر من المياه خلال كل استعمال في اليوم، ويستعمل كل شخص من 10 إلى 30 لترا من الماء في اليوم في غسل الأواني المنزلية، بينما يستعمل في غسل الملابس 60 لترا يوميا، ويستعمل من 6 إلى 12 لتر من الماء يوميا في المرحاض.
ودعا مديح إلى ضرورة تعزيز الإجراءات المتخذة خلال العام الماضي للاقتصاد في استهلاك المياه، من قبيل سقي المساحات الخضراء بالمياه العادمة المعالجة، وتقنين استعمال المياه بمحلات غسيل السيارات وفي الحمامات العمومية.
الفلاحة.. وقت الترشيد
تُعتبر الفلاحة من القطاعات التي تعرف استهلاكا كبيرا للمياه، مما يفرض اعتماد إجراءات لترشيد الاستهلاك خلال الفترة الصعبة التي تمر منها المملكة، وهذا ما أكده وزير التجهيز والماء الذي دعا إلى "ضروري التركيز على الطلب ووقف التبذير والعمل على النجاعة المائية، وتحسين مردودية المياه من خلال اعتماد السقي بالتنقيط وغيرها من التدابير الأساسية، ثم الحفاظ على الفرشاة المائية لضمان استمرارية النشاط الفلاحي".
ونبه الوزير إلى تراجع معدل الواردات المائية السنوية إلى 7 ملايير و200 مليون متر مكعب خلال العشر سنوات الأخيرة، وانخفاضه إلى 5 ملايير و200 مليون متر مكعب بين سنتي 2017 و2023.
ويرى الفاطمي بوركيزية، رئيس جمعية التنمية الفلاحية بجهة الدارالبيضاء-سطات، أن شح الأمطار خلال السنوات الأخيرة وضعف الفرشة المائية جراء الاستغلال "العشوائي" أوصل الموارد المائية بالمناطق الفلاحية إلى مستويات خطير.
وأوضح بوركيزية لـSNRTnews، أن الظرفية الحالية تستوجب اعتماد إجراءات حاسمة واستعجالية في المجال الفلاحي؛ من قبيل منع أو ضبط الزراعات التي تستنزف الفرشة المائية بالمناطق التي تعرف ندرة في المياه، مثل البطيخ بنوعيه، و"الأفوكادو"، و"الفصة"...
ودعا المتحدث ذاته إلى منع الري بـ"السواقي" الذي يتسبب في ضياع كميات كبيرة من المياه، وتعويضها بتقنية السقي بالتنقيط، وترشيد استخدام حفر تخزين المياه لتسببها في ضياع كميات كبيرة من المياه عن طريق التبخر، إضافة إلى تعزيز مراقبة رخص الآبار والأثقاب المائية.
وسبق للوزير بركة أنه تم جرد 372 ألف بئرا محصاة، منها12 ألفا و800 مغلقة، و23 ألفا و667 يجب إغلاقها، مشيرا إلى أن 90 في المائة من هذه الآبار غير مرخصة.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
اقتصاد
اقتصاد