نمط الحياة
المهرجان الدولي للفيلم بمراكش .. دورة استثنائية لمهرجان استثنائي
24/11/2023 - 12:59
جمال الخنوسيهو إذن عيد ميلاد استثنائي لمهرجان كل التحديات. فمهما تغير العالم وتبدلت الظروف يبقى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش المهرجان الأكبر والأهم في المنطقة حيث يحج كبار المبدعين وتجتمع أفضل الأفلام وتفتح أغنى حلقات النقاش.
وبالنسبة إلي، وعلى غرار مجموع السينيفيليين، فإن السينما حاضرة في الدورة العشرين، كما حضرت في الدورات الأخرى من تاريخ المهرجان. لقد جئنا إلى مراكش من أجل الفن السابع قبل عشرين سنة، ونحن نحج إليها اليوم من أجل الشغف نفسه والعشق ذاته.
لقد كان لهذا المهرجان، الذي فرض نفسه اليوم بين كبريات الملتقيات، ولادة عسيرة فرضتها الأحداث الدولية، وكبر وترعرع واشتد عوده، ولم تعد التوترات تهدد كينونته، بل أصبح هذا الحدث الفني، أكثر من أي وقت مضى، آگورا للتفكير والاكتشاف، والحوار والنقاش في قضايا العالم وفي قضايا الانسان والإنسانية التي تشغل بال البوسني والبرازيلي والاسترالي والفلسطيني والمنغولي... أو كما قال إيريك إيمانويل شميت: "السينما تدخل النظام بدل الفوضى، وتُفرض العقل مكان العبث". وعين العقل اليوم الجلوس للحوار والحديث وتبادل الآراء.
تاريخ السينما نفسها لم يكن سهلا، وبدورها انتفضت كالفينق من رمادها، كلما اعتقد البعض في موتها. لقد قتل البعض السينما عندما نطقت الأفلام، وقتلها آخرون مع ظهور الألوان، وأعدمتها ثلة ثالثة مع انتشار التلفزيون... وأكد آخرون أن السينما ستلفظ أنفاسها الأخيرة مع ظهور نيتفليكس وأخواتها... وخابت في نهاية المطاف كل الظنون وبقيت السينما ومازالت تجمعنا هنا في هذه المدينة العريقة. فمن كان يظن قبل عشرين سنة أن المدينة الحمراء ستستقبل مارتن سكورسيزي، وجيمس غراي، وتيلدا سوينتون، وغييرمو ديلتورو، وروبير دينيرو، وليوناردو ديكابريو، وشاروخان، وشارون ستون، ودانيل ديليويس، وفرانسيس فورد كوبولا، وروبير ريدفورد، وهارفي كيتيل وأميتاب باتشان وعادل إمام... والقائمة طويلة من نجوم الفن السابع وأكبر وأعظم ما أنجب هذا الفن الراقي من مبدعين.
اليوم يجمعنا حب السينما حول برمجة غنية ونجوم، منهم من يكتشف المهرجان لأول مرة، وآخرون ممن أصبح "أبناء الدار"، لا يفوتون فرصة للعودة إلى مراكش وناسها.
إن السينما إعادة تفسير للعالم، حسب المخرج كاسبار نوي، فلنقرأ إذن تفسيرات مبدعين شباب في محاولاتهم الأولى ومخرجين خبروا الحرفة وأسرارها. من خلال أفلام منتقاة بعناية لأفضل ما أنتج خلال السنة الجارية. لعلنا نفهم عالمنا أكثر مع السينما وبفضلها. ولنؤكد، مرة أخرى، على أن السينما، والفن عموما، ليست بذخا نتخلى عنه في أول أزمة أو نضحي به في أول امتحان لنمنحها قربانا لأي شعبوية مقيتة.
نعم، مراكش تحب السينما وتعلنها صراحة وتفصح عن ولعها، والسينما تعيد لها نفس الحب وتبادلها نفس العشق.
مقالات ذات صلة
الأنشطة الأميرية
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة