عالم
البنك الدولي .. أجاي بانغا ورقة بايدن الرابحة
09/05/2023 - 14:05
وكالة المغرب العربي للأنباءفقد تم الأسبوع الماضي انتخاب أجاي بانغا، البالغ من العمر 63 سنة، رئيسا جديدا للبنك الدولي، عقب اجتماع مجلس إدارة مؤسسة "بريتون وودز"، وذلك لفترة خمس سنوات تبدأ في 2 يونيو المقبل، خلفا لديفيد مالباس الذي عينه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.
توضح مجموعة البنك الدولي أن المديرين التنفيذيين اتبعوا عملية الاختيار التي وافقت عليها البلدان المساهمة في عام 2011، وتضمنت ترشيحا علنيا قائما على الجدارة والاستحقاق، ومتسما بالشفافية يتيح لأي مدير تنفيذي أو محافظ، من خلال مدير تنفيذي، اقتراح اسم أي من مواطني البلدان الأعضاء بالبنك لشغل هذا المنصب. ثم تب ع ذلك إجراء تمحيص مستفيض وعقد مقابلة شاملة مع السيد بانغا من جانب المديرين التنفيذيين.
وتؤكد المؤسسة المالية الدولية، ومقرها في العاصمة الفدرالية الأمريكية، أن مجلس المديرين التنفيذيين يتطلع إلى العمل مع بانغا على إنجاز عملية تطور مجموعة البنك الدولي، كما تمت مناقشته في اجتماعات الربيع في أبريل الماضي، وكذلك جميع طموحات المجموعة وجهودها الرامية إلى التصدي لأصعب التحديات الإنمائية، التي تواجه البلدان النامية.
يعد البنك الدولي، الذي شرع في العمل في 27 يناير 1946، أحد الوكالات المتخصصة في الأمم المتحدة التي تركز برامجها ومشاريعها على التنمية. وتتألف المجموعة من خمس منظمات عالمية، مسؤولة عن تمويل البلدان لتحقيق التنمية، وتشجيع وحماية الاستثمار العالمي. وتم إنشاء البنك الدولي، إلى جانب صندوق النقد الدولي، بموجب مقررات "مؤتمر بريتون وودز".
وبصفتها المساهم الرئيسي في البنك الدولي، تختار الولايات المتحدة عادة رئيس هذه المؤسسة الدولية، فيما يحتفظ الأوروبيون بحق اختيار المدير العام لصندوق النقد الدولي.
"أجاي بانغا مجهز بشكل فريد لقيادة البنك الدولي في هذه اللحظة الحرجة من التاريخ"، هكذا تحدث الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن مرشح الولايات المتحدة، المنحدر من أصول هندية، معتبرا أن خبرة بانغا بالتحديات التي تواجه البلدان النامية والقدرة على تعبئة رأس المال الخاص لمعالجة المشاكل الكبيرة، تعد مؤهلات تجعل من أجاي بانغا الرجل المناسب في المكان المناسب.
إذ استغلت إدارة بايدن، التي رشحت أجاي بانغا لمنصب رئيس المؤسسة المالية الدولية، الجدل الذي رافق تصريحات للرئيس السابق مالباس بشأن التغير المناخي، من أجل تشجيع مؤسسة البنك الدولي على اتخاذ قرارات أكثر جرأة في استخدام تسهيلاته الإقراضية لتمويل مشاريع لمكافحة تغير المناخ.
مرشح الولايات المتحدة أكد، وفي عدة مناسبات، أنه يريد إعطاء الأولوية، خلال فترة ولايته، لتمويل مكافحة الاحتباس الحراري وإصلاح البنك الدولي.
ومنذ إعلان اختياره من قبل البيت الأبيض، قام أجاي بانغا بجولة حول العالم، بهدف الترويج لترشيحه والحصول على دعم أكبر عدد ممكن من البلدان، ولا سيما البلدان الناشئة والنامية.
المسار المهني المتميز لأجاي بانغا شكل ورقة رابحة تراهن الولايات المتحدة من خلالها على تطوير السياسة المناخية للبنك الدولي. إذ راكم خبرة كبيرة، تمتد لأزيد من أربعة عقود، في تسيير شركات عالمية، وشغل مناصب هامة، منها على الخصوص رئاسة شركة "ماستر كارد". هذه المؤسسة العالمية التي تضم ما يقرب من 24 ألف موظف، أطلقت، تحت قيادته، مركز النمو الشامل الذي يعمل على تعزيز النمو الاقتصادي والشمول المالي على نحو منصف ومستدام في مختلف أنحاء العالم.
أجاي بانغا، الذي تولى في يناير 2022 إدارة "جنرال أتلانتيك" بمنصب نائب للرئيس، شغل كذلك منصب الرئيس المشارك للشراكة من أجل أمريكا الوسطى، وهي تحالف يضم منظمات خاصة تعمل على تعزيز الفرص الاقتصادية للفئات السكانية المحرومة في السلفادور وغواتيمالا وهندوراس.
ورغم تعالي الانتقادات في صفوف بعض قادة الدول النامية، تحث على اختيار شخص غير أمريكي رئيسا للبنك الدولي، ورغم أنه بإمكان الدول الأخرى تقديم ترشيحاتها لمجلس الإدارة، إلا أن الولايات المتحدة تظل أكبر مساهم في البنك. هذا الوضع يخول لها، بالتالي، حق اختيار رئيس المؤسسة المالية الدولية، وبالتالي فرض أولويات العمل الدولي في مختلف القطاعات.
يتعين، إذن، على الرئيس الجديد للبنك الدولي العمل بشكل وثيق، من أجل تعزيز العمل المناخي ضمن أجندة مشاريع المؤسسة الدولية، بهدف تعزيز استدامة اقتصادات العالم، والدول النامية على وجه الخصوص.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
عالم
اقتصاد