مجتمع
هل ليكسوس مدينة مفقودة ؟ .. باحثون يكتشفون معالم مدينة بحرية
30/03/2023 - 13:28
SNRTnewsوكشفت تنقيبات جديدة لفريق مغربي-إسباني في مدينة ليكسوس المورية والرومانية عن تفاصيل من شأنها أن تعيد كتابة تاريخ المنطقة ككل.
يؤكد المعهد الوطني لعلوم الأثار والتراث، أنه أجري في منتصف شهر مارس 2023، الموسم الرابع من التنقيبات الأركيولوجية بحي مصانع تمليح السمك وإنتاج الكاروم في مدينة ليكسوس، وهي واحدة من بين أهم مواقع ما قبل الإسلام في غرب حوض البحر الأبيض المتوسط.
مدينة صناعية بحرية
وأظهرت الأبحاث وجود بنيات أركيولوجية في نقاط بعيدة عن المدينة، خارج مدار أسوارها، ما سمح للفريق، بتحديد مكان صهاريج تمليح السمك من جهة وبعض نقاط الامتداد العام للمدينة خلال الفترتين المورية والرومانية من جهة أخرى.
وحسب بلاغ للمعهد، فإن أهم نتائج هذا الموسم من الأبحاث تتمثل أيضا في التعرف على الضاحية الشرقية من المدينة التي توجد خارج مدار المدينة الذي يحدده السور المتأخر، حيث كشفت الحفريات، عن مجموعة من الأزقة وبقايا أخرى لها طبيعة سكنية وحرفية، تشكل مجالا هاما للإنتاج، في جهة لم يتم في السابق الكشف فيها سوى عن منزل "المليحات الثلاث" ومبنيين جنائزيين ضخمين.
من ناحية أخرى، تم الكشف عن بقايا أركيولوجية في مجال سهل فيضي يوجد جنوب الطريق الوطنية التي تربط الرباط بطنجة، وهي المنطقة التي كانت أبحاث سابقة تعتبرها جزءا من خليج عميق كان يمتد قبالة الموقع منذ عهود مورية غابرة تحدد في الفترتين الفينيقية والبونية، قبل أن تملأه الترسبات في الفترة الوسيطية.
وتشير البقايا المكتشفة والمتمثلة في مجموعة من المباني اعتمادا على التحريات الجيوفيزيائية، كما يدل التنقيب في واحد منها، يقع بمحاذاة المجرى الحالي لنهر اللوكوس، بأن هذا المجال الذي يمتد على مساحة تفوق الهكتارين من المرجح أنه شكل جزءا من حي بحريvicus maritime ظهر تحت حماية المدينة الرومانية في المجال الذي يربط البحر بالبر.
سور وباب فتح
من ناحية ثالثة، تم التعرف لأول مرة، وبشكل لا غبار عليه، على جزء من السور الجنوبي للمدينة الرومانية وباب فتح في هذا السور يعود للفترة الرومانية المتأخرة، بالإضافة إلى مباني خارج الأسوار تحمل ملاطا من نوع opus signinum يستعمل لتلبيس الصهاريج.
ويضيف بلاغ المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، "إذا كنا نجهل الآن وظيفة هذه المباني فإنها، بالنظر لموقعها في هذه الجهة من الموقع، تختزن أسرارا واعدة."
وقام أعضاء الفريق كذلك برسم وتصوير كل اللقى الأركيولوجية الأثرية المكتشفة بالموقع خلال تنقيبات صيف 2022 وهي تتكون بالأساس من الفخار والمواد المعدنية والزجاجية، منها بعض المواد المستوردة من الشرق في الفترة الرومانية المتأخرة والتي لا زالت مميزاتها غير واضحة المعالم بالنسبة لمدينة ليكسوس.
يشار إلى أن هذه الأبحاث الميدانية أجريت في إطار اتفاقية شراكة وتعاون بين المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث وجامعة قادس، وتولى تنسيقها كل من محمد اكبيري علوي، أستاذ باحث بالمعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث بالرباط، وداريو برنال كاساسولا، أستاذ الأركيولوجيا بشعبة التاريخ والجغرافيا والفلسفة بجامعة قادس.
ويعد هذا المشروع مثالا مميزا حول علاقات التعاون الوطيدة في ميدان البحث والتكوين والتبادل التي تربط المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط وجامعة قادس.
وكان اهتمام الباحثين انصب في هذا البحث الأخير، على تحديد امتداد مصانع الكاروم بمدينة ليكسوس التي تعد أكبر مصانع بالامبراطورية الرومانية، علما أن الدراسات التي قام بها الفريق المغربي-الاسباني في يوليوز 2022 كشفت عن أن المساحة التي تمتد عليها هذه المصانع أكبر بكثير مما كان معروفا، بحيث يمكن مضاعفتها.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
نمط الحياة