رياضة
أكاديمية محمد السادس .. النموذج والقاطرة للكرة المغربية
13/12/2022 - 22:30
يونس الخراشيوتداعت الكتابات، والصور، عبر الصحف العالمية، والمواقع المختصة في الشأن الرياضي، وتلك التي تتابع منافسات كاس العالم بقطر، تتحدث عن الأكاديمية، وأسباب نزولها، ومزايا تأسيسها، والفضائل التي منحتها للكرة المغربية، ومدى ما أسهمت به من نجاح في مسيرة المنتخب الوطني، الذي بلغ نصف نهائي كأس العالم، بجدارة.
أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي جاءت تجسيدا واقعيا لمضامين الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية لشهر أكتوبر 2008، كانت، وما تزال إلى اليوم، رسالة إلى المعنيين بالكرة والرياضة في المغرب، مفادها أن السبيل الأوحد والأفضل لإنشاء أجيال كروية ورياضية متميزة، يمكنها أن تخلق الفارق، وتمثل المغرب عالميا، هو التكوين العلمي الجيد.
تلك الرسالة ستمتد كلماتها عبر التركيز على التكوين، بافتتاح المزيد من الأكاديميات، كان آخرها أكاديمية نادي الرجاء الرياضي، فضلا عن أكاديميات أخرى لأندية في الدوري الاحترافي، فضلا عن إنشاء ملاعب للقرب، من شأنها أن تشكل مشتلا يمد الكرة المغربية بالمزيد من المواهب، تصلح للتكوين، وتنقل إلى الميدان، ومنه إلى الاحتراف، وتبلغ المنتخبات الوطنية، وتمثل البلد في المنافسات الكبرى.
وبذكر كل من يوسف النصيري ونايف أكرد ورضى التاكناوتي وحمزة منديل وحسن أقبوب، يتضح إلى أي حد كان الرهان على الأكاديمية؛ أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ناجحا بامتياز، ولاسيما من خلال نظامها المتزن والدقيق، المعتمد على الفئات الشابة، وعلى المكونين من الطراز الرفيع، وعلى العمل وفق نظان دراسة ورياضة، لغرض الإسهام في إمداد البطولة بلاعبين يمكنهم الذهاب إلى أبعد مدى من حيث اللعب، ثم التدرب، في وقت لاحق.
إن هذا النجاح كان عبارة عن هدف مدروس، ثم سرعان ما تحول إلى محطة للعبور إلى ما هو أبعد من ذلك؛ أي إلى سيرورة مغربية بامتياز، نالت اعتراف العالم كله، إثر الإنجاز المونديالي التاريخي لأسود الأطلس. وهذا يؤكد بأن رسالة أكاديمية محمد السادس وصلت، وأن صورتها باعتبارها نموذجا يحتذى، لاسيما في الدول الإفريقية التي تمتح من التجربة المغربية، زادت إشعاعا، وما تزال.
إن كرة القدم المغربية شهدت مولد النجوم من بداياتها الأولى في مستهل القرن العشرين، وما الجوهرة السوداء؛ العربي بنمبارك سوى دليل مادي ملموس على ذلك، إثر وصوله القمة العالمية في زمن قياسي، وبجدارة. غير أن اللعبة الأكثر شعبية عانت وطنيا لفترة من الانحسار، إثر تراجع المساحات الفارغة، التي كانت تشكل مرتعا لمولد المواهب، وتطور كرة القدم أوروبيا وغربيا بفعل التكوين.
هذا الاحتياج هو بالضبط ما جاوبت عليه أكاديمية محمد السادس، التي تعد تعبيرا عن رؤية ملكية سديدة لتفعيل ثلاثية التنقيب والتكوين والتجويد، وبالتالي تهيئة أجيال جديدة، تحمل مشعل العربي بنمبارك، وبقية النجوم الذين أعلوا الراية المغربية في المحافل الدولية، مثل مونديال مكسيكو 1970، ومونديال مكسيكو 1986، ثم 1994 و1998، و2018، والآن في مونديال قطر 2022.
أكاديمية محمد السادس لكرة القدم رهان ملكي على المستقبل. وهذا الرهان ناجح بامتياز. بشهادة العالم.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة