اقتصاد
تحقيق الحياد الكربوني قبل سنة 2040 .. هذه استراتيجية مجموعة OCP
05/12/2022 - 15:18
وئام فراجتهدف المجموعة، من خلال الاستثمار في الطاقة الشمسية والريحية، تزويد جميع منشآتها الصناعية بالطاقة الخضراء بحلول سنة 2027؛ إذ ستمكن هذه الطاقة الخالية من الكربون من تزويد المنشآت الجديدة لتحلية مياه البحر من أجل تلبية احتياجات المجموعة وكذا تزويد المناطق المجاورة لمواقع المجمع الشريف للفوسفاط بالماء الصالح للشرب والري، وفق ما جاء في عرض الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط مصطفى التراب، حول برنامج الاستثمار الأخضر الجديد للمجموعة، الذي قدمه أمام جلالة الملك محمد السادس، يوم السبت 03 دجنبر 2022.
الاستثمار في الطاقات المتجددة
ستمكن، هذه الاستثمارات من كف اعتماد المجموعة، التي تعتبر المستورد الأول للأمونياك على الصعيد العالمي، على هذه الواردات من خلال الاستثمار في قطاع الطاقات المتجددة (الهيدروجين الأخضر - الأمونياك الأخضر)، مما سيمكنها من ولوج سوق الأسمدة الخضراء وحلول التسميد الملائمة للاحتياجات الخاصة لمختلف أنواع التربة والزراعات.
وحسب عرض الرئيس المدير العام للمجموعة، يرتكز برنامج الاستثمار الأخضر الجديد، الذي خصص له استثمار إجمالي يقدر بـ130 مليار درهم خلال الفترة 2023 – 2027، على الرفع من قدرات إنتاج الأسمدة من 12 مليون طن إلى 20 مليون طن والزيادة في القدرة المنجمية، بما في ذلك فتح منجم جديد في مسقالة.
وستكون، بذلك، جميع المرافق الصناعية للمجموعة مستدامة وخالية من الكربون؛ الأمونياك الأخضر (1 مليون طن في سنة 2027 و3 مليون طن في سنة 2032)، الطاقة الخضراء (5 جيغاوات في سنة 2027)، تحلية مياه البحر (560 مليون متر مكعب في سنة 2026، بما في ذلك 110 ملايين متر مكعب في سنة 2023)، الكيمياء المتخصصة (30 ألف طن من مواد إنتاج البطاريات و20 ألف طن من الفليور في سنة 2027).
نقل المياه بعد التحلية
في هذا الإطار، سيتم، في محور خريبكة -الجرف الأصفر، وإلى جانب القدرة الإضافية التي تبلغ 4 ملايين طن من الأسمدة وتطوير الكيمياء المتخصصة، نقل المياه التي تمت تحليتها على مستوى الجرف الأصفر إلى خريبكة عن طريق الأنابيب، وسيتم تشغيل كل ذلك من خلال 760 ميغاواط مستمدة من الطاقة الشمسية.
كما يتضمن مخطط الاستثمار إنشاء مركب كيماوي ومنجمي جديد بالمزيندة ستتم فيه معالجة الصخور الفوسفاطية لمنجمي ابن جرير واليوسفية ومنجم مسقالة الجديد، وستقوم حقول الطاقة الشمسية والتي تصل طاقتها إلى 440 ميغاواط بتزويد حاجيات الإنتاج وكذا محطة تحلية مياه البحر المتواجدة بآسفي.
وبالجنوب، من المتوقع، وفق العرض ذاته، إنشاء مركب إنتاج الأمونياك الأخضر بسعة مليون طن سنويا جنوب طرفاية، وسيتم تشغيله من خلال محطات للطاقة الشمسية والريحية بسعة تصل إلى 3,8 جيغاواط .
تكامل صناعي محلي
كما سيتم دعم هذا المشروع من خلال إنشاء مصنع لإنتاج أجهزة التحليل الكهربائي، وهو ما سيساهم، حسب المصدر ذاته، في ضمان تكامل صناعي محلي في سلسلة الإنتاج، فيما ستقوم محطة التحلية بسعة 60 مليون متر مكعب بتزويد المنشآت الصناعية وتلبية الاحتياجات الجهوية من الماء.
ويهدف البرنامج الاستثماري الجديد للمجموعة أساسا إلى تحقيق نسبة إدماج محلي تصل إلى 70 في المائة، إضافة إلى مواكبة 600 مقاولة صناعية مغربية، وخلق 25 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر.
يشار إلى أن احتياجات المجمع الشريف للفوسفاط إلى الطاقة الكهربائية تزداد بشكل كبير بسبب ارتفاع الطلب على الأسمدة على المستوى العالمي ونمو القدرات الصناعية المرتبطة بذلك.
ولهذه الغاية، عملت المجموعة على تنفيذ برنامج مسؤول ومبتكر للطاقة يروم الحد من تأثيرات البصمة الكربونية وتنويع المزيج الطاقي، من أجل تحقيق التوازن الصحيح بين المردودية الجيدة للمحاصيل والأهداف البيئية والذي يعد شرطا أساسيا للاستجابة بشكل مستدام للطلب العالمي.
3 دعامات أساسية
يرتكز البرنامج الطاقي للمجموعة على 3 دعامات أساسية تتجلى في تطوير قدرات التوليد المشترك للطاقة "الطاقة الحرارية الكهربائية"، ووضع آلية للكفاءة الطاقية، والتي تمكن من التشغيل الآلي الذكي للطاقة، ثم الاستخدام المتزايد للطاقات المتجددة في المزيج الطاقي.
ولحدود الساعة، تتم تغطية 86 في المائة من احتياجات المجموعة من خلال الطاقة الخضراء، كما تنتج كذلك 25 في المائة من الكهرباء النظيفة بالمغرب.
ويهدف المجمع الشريف للفوسفاط في أفق 2030، إلى تغطية 100 في المائة من احتياجاته من الكهرباء بفضل إنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية والتوليد المشترك للطاقة، وهو تحول من شأنه تخفيض بصمته الكربونية بشكل ملحوظ وسيقدم مساهمة كبيرة في تحقيق هدف المغرب المتمثل في إنتاج 52 في المائة من كهربائه انطلاقا من مصادر متجددة ونظيفة في أفق 2030.
وبالإضافة إلى الطاقات المتجددة، سبق للمكتب الشريف للفوسفاط أن أطلق مجموعة من المشاريع الهادفة إلى تقنين استعمال الموارد المائية الطبيعية في المجال الصناعي، وإزالة التلوث من نهر أم الربيع، وذلك عبر إنشاء محطات لمعالجة المياه العادمة بجهة بني ملال - خنيفرة.
ويراهن المجمع الشريف للفوسفاط، عبر استراتيجيته الخاصة بقطاع الماء، على استعمال 100 في المائة من الموارد المائية غير التقليدية في أفق سنة 2024 بمدينة خريبكة وفي أفق سنة 2026 على صعيد مختلف الاستعمالات الخاصة بالمكتب الشريف للفوسفاط، وذلك تجاوبا مع التعليمات الملكية السامية الرامية إلى إطلاق برامج ومبادرات أكثر طموحا، واستثمار الابتكارات والتكنولوجيات الحديثة، في مجال اقتصاد الماء، وإعادة استخدام المياه العادمة.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
مجتمع