نمط الحياة
المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.. دورة كل النجاحات
21/11/2022 - 14:19
جمال الخنوسي
كان القرار الذي اتخذته مؤسسة المهرجان، قبل أشهر، بتنظيم هذه الدورة تحديا كبيرا بالنظر إلى السياق العالمي والمخلفات الكارثية لجائحة كورونا، التي فاجأت العالم وقلبت كل موازينه. لكن يمكننا القول، اليوم وبكل فخر، لقد كسبنا التحدي. تحدي تنظيم حدث ثقافي ذي بعد دولي، وإشعاع واسع، اجتمع فيه خيرة السينمائيين والنجوم: من جيمس غري إلى ماريون كوتيار، ومن جيم جرموش إلى تيلدا سوينتون ... حيث أظهر جميعهم انبهارهم بهذا التنظيم المحكم، وبهذه الحميمية التي يتميز بها مهرجان مراكش دون غيره من المهرجانات العالمية الكبرى. مهرجان يتيه فيه النجوم في أزقة المدينة الحمراء، وفي فضاء ساحة جامع الفنا الأسطورية.
تحدي القيمة الفنية للمهرجان من خلال برمجة غنية ورصينة، جمعت أفضل ما أنتج في الفن السابع أثناء السنة الجارية، من أفلام طويلة وأخرى وثائقية، وسينما التحريك ... البرمجة الناجحة، التي هي سر أسرار المهرجانات المحترمة، من كان إلى برلين ومن تورونتو إلى بوسان، فرضت المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في أجندة كبرى الملتقيات كموعد سينمائي لا يضاهى، وكحدث يتهافت عليه النجوم والمبدعون.
خلال هذه الدورة، اكتشف الجمهور المغربي وضيوف المهرجان بانوراما مغربية ضمت عروضا لأفلام منتقاة، حسب التنوع والجدة، للاطلاع على المستوى الذي وصله الفن السابع ببلادنا، ويفتح آفاق تعاون دولية، ويجعل المهرجان فضاء لميلاد مشاريع مشتركة. هذا الدعم للسينما المغربية، الإفريقية، العربية هو الذي نلمسه أيضا في ورشات الأطلس التي دعمت مجموعة من المشاريع رفقة شركاء على راسهم منصة نيتفليكس.
وواكب المهرجان جمهور ناشئ فتح عينيه على بهجة الفن السابع في مدينة البهجة، لتكون القاعات المظلمة نافذته على عالم الفن والإبداع، وقدم لجيل المستقبل برمجة خاصة لأفضل ما أنتجت سينما التحريك بحضور مبدعيها.
وكان المهرجان أيضا فرصة ليكتشف ضيفه من العالم بأسره، هذا البلد الغني بتاريخه، وبجذوره الضاربة في عمق التاريخ، وبنظرته المتفائلة نحو المستقبل. حيث عبروا عن انبهارهم بما حققته المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وأخيرا، المهرجان الدولي للفيلم بمراكش هو مهرجان جمهور يحج له من مراكش، ومختلف المدن المغربية، ومن خارج المملكة أيضا، إذ حطمت الدورة 19 الرقم القياسي لحضور الجمهور في القاعات، واستقطبت 150 ألف متفرج، مقابل 105 ألف متفرج في دورة 2019. حيث تميزت باعتماد الولوج الرقمي، وعرفت توزيع 20 ألف بادج إلكتروني، وهو ما سهل مأمورية المتفرجين، ومكنهم من ولوج القاعات بسلاسة كبيرة.
إلى اللقاء، إذن، في دورة قادمة، بتحديات أكثر، وحلم أكبر.

مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة