مجتمع
تدوير المياه العادمة بالرباط .. هكذا تمت دراسة وتنفيذ المشروع
09/11/2022 - 09:33
وئام فراج | فهد مرونيعمل مكتب الدراسات، الذي يضم 350 مهندسا وتقنيا على إعداد التصور الخاص بالمشروع في جميع مراحله، سواء على مستوى محطات المعالجة أو شبكة التوزيع أو تحديد المعايير اللازمة لاستعمال المياه العادمة المعالجة في أحسن الظروف.
وبالإضافة إلى سهر هؤلاء المهندسين والتقنيين على إعداد التصاميم اللازمة لإنجاح المشروع، شاركوا كذلك في مشاريع كبرى مازالت في بداياتها بكل من مدينة الدار البيضاء وفاس ووجدة وأكادير، من أجل الحد من الإجهاد المائي الذي تعيشه المملكة.
ويشتغل مكتب الدراسات استشارة هندسة وتنمية منذ سنوات على دراسة مشاريع محاربة التلوث وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، والتي يسهر عليها قطب مكلف بالمياه والبيئة، ينقسم إلى أربعة مصالح؛ وهي مصلحة تطهير السائل وتصفية المياه، ومصلحة المياه الصالحة للشرب مصلحة البيئة ومصلحة الخاصة بالمرافقة التقنية للأشغال.
ويعد مشكل ندرة المياه، من بين أبرز التحديات التي تسعى المملكة إلى مواجهتها في ظل شح التساقطات المطرية، وخطر الجفاف؛ إذ تعمل المملكة على اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في تجاوز الأزمة.
وتجاوبا مع التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم إطلاق مشروع واسع النطاق لإعادة استخدام المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف بالتجمعات الحضرية بالرباط وسلا وتمارة والصخيرات، وذلك في أفق تعميم التجربة على باقي الجهات والمدن المغربية.
ويعد مشروع إعادة استخدام المياه العادمة خيارا حاسما لمواجهة التحدي الذي تفرضه قلة الماء بالبلاد، ما استدعى إجراء عملية مقارنة للانفتاح على تجارب دولية شبيهة، والتي أظهرت أن مشروع تعميم إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المساحات الخضراء العمومية بالمناطق الحضرية للرباط وسلا والصخيرات وتمارة، يعد من بين أهم المشاريع في العالم.
ويأتي هذا المشروع تجاوبا مع التعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشرة، التي دعا فيها إلى تعزيز سياسة الدولة الإرادية في مجال الماء، وتدارك التأخر الذي يعرفه هذا القطاع.
وسيمكن هذا المشروع بالأساس من الحفاظ على موارد المياه الطبيعية، وتعزيز إمكانيات المياه العادمة المتوفرة في المنطقة، إضافة إلى التقليل من تدفق التلوث المتبقي الذي يتم تصريفه في البيئات المستقبلة (وادي أبي رقراق نموذجا)، ورفع المعايير البيئية لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي المحدثة مسبقا أو التي يتم التخطيط لإحداثها، وذلك من خلال التقليل من الضغط المتزايد على الموارد المائية التقليدية. ومن خلال مواءمة المنطقة مع مبادئ التنمية المستدامة عبر الزيادة في الأداء البيئي واستدامة مشاريع الصرف الصحي.
وسيكون هذا المشروع من الأكبر عالميا في مجال إعادة استخدام المياه العادمة بالمناطق الحضرية، حيث ستصل شبكة التطهير إلى 310 كيلومترات، وقد بلغت الأشغال حاليا 190 كيلومترا، وستناهز سعة الاستعمال 56 ألف متر مكعب في اليوم.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع