نمط الحياة
المهرجان الدولي للفيلم بمراكش .. المدير الفني يكشف تفاصيل النسخة 19
26/10/2022 - 10:34
مراد كراخييعود المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في نسخته الـ19 بعد غياب، ما الجديد هذه الدورة؟
إضافة إلى الجمهور الذي ينتظر بفارغ الصبر عودة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يتوق الفنانون والمخرجون للحضور وتقديم أفلامهم خلال هذا الحدث العالمي، حيث ستكون النسخة الـ 19 لهذا المهرجان فرصة للاحتفاء بالسينما العالمية؛ من خلال برنامج غني يضم 76 فيلما من 33 دولة، كما سيتم تكريم أسماء كبيرة في عالم السينما، إضافة إلى نقل أجواء المهرجان إلى قلب المدينة الحمراء، من خلال عروض بساحة جامع الفنا التي ستعرض بها أفلام شعبية بحضور شخصيات بارزة من عالم الفن السابع.
لقد أثرت أزمة كوفيد-19 على جميع مهرجانات السينما، كيف استطاع المهرجان الدولي للفيلم بمراكش مواجهتها؟
حالت أزمة كوفيد-19، التي تسببت في إغلاق دور السينما لعدة أشهر، دون إقامة نسختين من المهرجان، مما أثر على صناعة السينما العالمية ككل، وخلال هذه المدة حاولت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش دعم الصناعة السينمائية من خلال برنامج "ورشات الأطلس"، التي ساهمت في تطوير مشاريع سينمائية لصناع أفلام مغاربة وعرب وأفارقة. واليوم بعدما أصبح بالإمكان إقامة الأحداث الثقافية بشكل حضوري، فإن دور مهرجان كبير مثل مراكش أصبح هو المساهمة في عودة الجمهور إلى دور السينما.
تزداد مشاركة Netflix مع كل إصدار، كيف تقيم الشراكة مع هذه المنصة؟
يتمتع المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بعلاقات جيدة جدا مع منصة "Netflix" التي تنتج الآن أفلاما لكبار صناع السينما، حيث يتيح هذا التعاون الفرصة للجمهور المغربي ليكتشف الأعمال المعروضة على الشاشة الكبيرة والتي سيتم بثها بعد ذلك على المنصة، وهكذا، ستقدم النسخة الـ19 معاينة فيلمين قبل بثهما على منصة "Netflix" "Guillermo del Toro's Pinocchio"، للمخرج غييرمو ديل تورو، وكذلك فيلم "The Swimmers" لسالي الحسيني، والذي يصور القصة الحقيقية لسباحتين شقيقتين من سوريا تودان المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية 2016.
كيف يمكن للسينما المغربية أن تستفيد من هذه الشراكة خاصة على صعيد الاستثمار والإنتاج؟
تعتبر منصة "Netflix" فاعلا رئيسيا في إنتاج الأفلام العالمية، فقد ساهمت خلال السنوات الأخيرة في تطوير العديد من الإنتاجات المحلية، لا سيما في العالم العربي، كما أن المنصة حصلت على حقوق العديد من الأفلام والمسلسلات المغربية التي لازالت قيد الإنتاج، وهنا بشكل خاص يمكن أن يلعب برنامج "ورشات الأطلس" للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش دورا كبيرا في التعريف أكثر بصانعي الأفلام والمنتجين المغاربة.
في هذا الإطار، ما هو تقييمك لبرنامج "ورشات الأطلس" بعد 4 نسخ؟
يدعم برنامج "ورشات الأطلس" صانعي الأفلام المغاربة والعرب والأفارقة لتطوير مشاريعهم التي كانت ستستغرق سنوات قبل أن ترى النور، حيث يلعب هذا البرنامج الاحترافي دورا كبيرا في تسريع هذه العملية كما أنه يعتبر نقطة انطلاق لكثير من الأعمال نحو العالمية، فخلال أربعة نسخ، دعمت "ورشات الأطلس" 88 مشروعا فاز العديد منها بجوائز في مهرجانات مرموقة، مثل فيلم "ريش" للمخرج عمر الزهيري، أول فيلم عربي يحصل على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي (2020)، وفيلم "زوجة حفار القبور" من إخراج خضر عيدروس أحمد الفائز بجائزة المهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون، ويغتبر أول مشاركة للصومال في حفل توزيع جوائز الأوسكار (2020).
وهكذا، سيتم خلال هذه الدورة تقديم 7 أفلام، من بينها 5 أفلام مغربية، سبق أن حظيت بدعم من قبل برنامج "ورشات الأطلس" في مرحلة التطوير أو مرحلة ما بعد الإنتاج، ويتعلق الأمر بأفلام: "المحگور ما كي بكيش" لفيصل بوليفة (المغرب)، و"ملكات" لياسمين بنكيران (المغرب)، و"شظايا السماء" لعدنان بركة (المغرب)، و"عبدِلينيو" لهشام عيوش (المغرب)، و"أسماك حمراء" لعبد السلام كلاي (المغرب)، و"أشكال" ليوسف الشابي (تونس) و"تحت الشجرة" لأريج السحيري (تونس).
خصص المهرجان مكانة خاصة للإنتاج الوطني خصوصا قسم "بانوراما السينما المغربية"، فإلى أي حد سيساهم هذا الإجراء في انفتاح هذه الأعمال على العالم؟
يعكس الحضور الاستثنائي للسينما المغربية خلال هذه النسخة بشكل خاص وصول جيل جديد من صانعي الأفلام، وقد توج بعضهم بالفعل في مهرجانات دولية مرموقة، وستتيح برمجة الدورة التاسعة عشرة للجمهور اكتشاف 11 فيلما مغربيا حديث الصدور، بالإضافة إلى الأفلام المقدمة كجزء من تكريم شخصيات مغربية.
وستعرف هذه النسخة مشاركة المخرجة المغربية مريم التوزاني للمرة الأولى بفيلم "أزرق القفطان" الذي نال عددا من التكريمات على المستوى الدولي منذ مشاركته في الدورة الأخيرة لمهرجان "كان"، أما صانعي الأفلام ياسمين بنكيران، وفاضل بوليفة، وعدنان بركة، فسيقدمون أفلامهم في عروض خاصة. وموازاة مع ذلك، من المقرر أن تكون 5 أفلام ضمن "بانوراما السينما المغربية" التي ستُفتتح مع العرض العالمي الأول لفيلم "أيام الصيف"، وهو أحدث فيلم لفوزي بنسعيدي.
في كل دورة يعطي المهرجان مكانة مهمة للأطفال في برمجته، فهل نعتبر هذا الإجراء تدريبا للجيل الجديد من السينمائيين؟
من واجب أي مهرجان سينمائي المساهمة في تأطير جمهور الغد، وفي نسخته الـ 19، يتضمن برنامج المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أنشطة تستهدف الأطفال والشباب من خلال تخصيص 9 عروض لهذه الفئة.
ويستهدف هذه البرامج على الخصوص الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و10 سنوات، والذين تمثل لهم هذه العروض غالبا أول تجربة في قاعة السينما، كما سيتم وللمرة الأولى كذلك تقديم عروض خاصة بتلاميذ المدارس الإعدادية والثانوية، تعقبها اجتماعات مع صانعي الأفلام. هذا البعد التربوي حول الأفلام ضروري لتعلم قراءة الصور ومناقشة الأفلام، مما سيساهم في تكوين نمط تفكير نقدي عند الجمهور الناشئ.
الأفلام المختارة للمهرجان هي عادة العمل الأول أو الثاني للمخرج، ما هي المعايير الأخرى؟
تنص معايير المسابقة الرسمية للمهرجان على أن يكون العمل المشارك هو الأول أو الثاني للمخرج، بهدف إعطاء الفرصة للمواهب الجديدة في السينما العالمية، ومن خلال تكريس مسابقته للاكتشاف يهدف المهرجان إلى لعب دور أساسي في تسليط الضوء على صانعي الأفلام الناشئين، لا سيما من خلال عرض أفلامهم أمام لجنة تحكيم مرموقة؛ يترأسها هذه السنة باولو سورينتينو.
ويساهم قانون المسابقة باقتصار الاختيار على العمل الأول أو الثاني في فسح المجال أمام ولادة مخرجين سيشكلون النواة لسينما الغد، حيث يسترشد عمل لجنة الاختيار في البحث عن وجهات نظر جديدة حول العالم، وكتابات سينمائية فريدة، كما يسمح اختيار الإصدارات الأولى والثانية أيضا الخوض في الموضوعات التي تهم الأجيال الشابة في جميع أنحاء العالم، ومن بين المواضيع التي تناولتها الأفلام الأربعة عشر في المسابقة، نجد بناء الهوية والحاجة إلى أن يكون لدينا نماذج يحتذى بها...
ألا يصعّب الاختيار على أساس الإنتاج الأول أو الثاني المهمة على المهرجان، كما أنه قد يحرمه من مشاركة بعض الأفلام؟
تكمن خصوصية هذا الاختيار في إعطاء فرصة للقاء بين المواهب الشابة وأعظم الشخصيات في السينما، وبصرف النظر عن المنافسة فجميع أقسام المهرجان الأخرى مفتوحة لصانعي الأفلام المعتمدين.
وخلال هذه النسخة سيتمكن الجمهور من اكتشاف أحدث الإبداعات لكبار صناع الأفلام على المستوى العالمي، مثل جيمس جراي، وبول شريدر، ونيل جوردان، والإيراني جعفر بناهي، كما سيكون سينفتح المهرجان على أفاق جديدة من خلال برنامج يضم أفلاما وثائقية، وأعمال كلاسيكية، مما سيساهم في تقديم برنامج ثري ومتنوع للجمهور يعكس جميع جوانب السينما العالمية.
هذه هي النسخة الأولى من المهرجان بعد اللجوء الكبير للرقمنة عالميا، ما الجديد في هذا الاتجاه؟
لقد أتاحت مرحلة الجائحة فرصة لبروز الرقمنة في جميع المجالات، وبناء على هذا التطورات، أعطت إدارة المهرجان أهمية قصوى لجانب الرقمنة، من خلال الحلة الجديدة لموقعه الرسمي (www.marrakech-festival.com) الذي يقدم لمهنيي القطاع السينمائي، وللإعلاميين إمكانية التسجيل الرقمي بشكل يسير، كما يمنح لمتصفحيه كما وفيرا من المعلومات عن هذه التظاهرة السينمائية العالمية، كما تم أيضا إطلاق تطبيق جديد متاح على Apple Store وGoogle Play، تحت اسم Marrakech Festival.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة
نمط الحياة