اقتصاد
خبراء يرصدون فرصا جديدة للتعاون بين المغرب وكوريا الجنوبية
23/09/2022 - 14:34
يونس أباعلياحتفى مركز الدراسات من أجل الجنوب الجديد، والمؤسسة الكروية Korea Institue for international Economic Policy، بالذكرى 60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين كوريا والمغرب، في ندوة جمع فيها المركز خبراءه ومسؤولين يمثلون السلك الدبلوماسي الكوري الجنوبي، للبحث في سبل تعزيز التعاون الثنائي.
وتنظر كوريا الجنوبية إلى المغرب كفاعل وشريك استراتيجي، وفي موقع متميز يُمكنها من الدخول إلى إفريقيا، إذ أكد كيم هونغ، رئيس المؤسسة الكورية، في تصريح لـSNRTnews، أن هناك توجهٌا ورغبة في تعزيز العلاقات بين البلدين، في مجالات عديدة.
ولفت إلى أن مجالات التعاون تشمل الطاقات المتجددة والصيد البحري والأمن الغذائي، مضيفا أن المغرب مهم للقارة الآسيوية لأن له امتدادا في إفريقيا.
من جانبه، قال مصطفى رزرازي، باحث أول في مركز الدراسات من أجل الجنوب الجديد، إن اللقاء يأتي بعد انتخاب قيادة جديدة في كوريا الجنوبية، وبعد انعقاد المنتدى الكوري الإفريقي، وبعد تجديد المغرب استراتيجيته التنموية.
واعتبر، ضمن تصريح لـSNRTnews، أن هناك تغيرات في أولويات الاقتصاد المغربي، لذلك يريد البلدان التفكير في مسارات وملفات جديدة يتألق بها التعاون بين البلدين.
نعول على إمكانيات المغرب
في كلمته أكد رئيس المؤسسة الكورية الجنوبية على الرغبة في تعزيز العلاقة مع المغرب، والتقدم نحو الأمام، وتسريع التبادل الاقتصادي بين البلدين.
وقال "نريد تعزيز علاقاتنا مع المغرب، الذي تطور في استعمالات الطاقات المتجددة، وأنا متأكد أن العلاقة ستذهب بعيدا".
وعبّر عن رغبة بلده في "العمل يدا في يد والبحث عن سبل وآليات جديدة للتطور والاستمرار في تطوير تبادلاتنا".
وفي وقت تعتمد كوريا الجنوبية على مبدأ التواجد في الدول ذات الإمكانات التنموية والاستقرار السياسي، من أجل تحفيز استثماراتها وتوسعها الاقتصادي، فإن المغرب وإفريقيا، تقول ورقة تأطيرية لمركز الدراسات من أجل الجنوب، يجب أن يستفيد من التجربة الكورية، من حيث تعزيز القدرة التنافسية للقطاعات، وخاصة التصدير، ويجب أن تضاعف روابطها مع دول شرق آسيا.
أي استفادة من التجربة الكورية؟
قالت الباحثة في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد نزهة الشقروني، إن من وراء هذا اللقاء رغبةٌ في فتح حوار مع شريك يمثل بلدا يعتبر نموذجا اقتصاديا، يجب الاستفادة منه.
وأضافت، في تصريح لـSNRTnews، أن هناك برنامجا للبحث ينظر إلى المغرب وإلى محيطه الإقليمي، وآسيا ضمن اهتمامات المغرب. لذلك يأتي اللقاء الذي يحتفي بالذكرى الـ60 للبحث عن سبل التعاون في مجالات، خصوصا أن المغرب تعول عليه كوريا الجنوبية، وتعتبره بابا لدخول إفريقيا، بالارتكاز على ما يتوفر عليه من استراتيجيات البعيدة المدى، والتي تجعل المملكة فاعلا في القارة من خلال استثماراته.
وأبرزت في كلمتها أمام الحضور، أن علاقة البلدين هي شراكة بين إفريقيا وآسيا، على اعتبار أن النموذج الاقتصادي للمغرب مفتوح ويتوجه نحو إفريقيا.
أما ممثل السفارة الكورية الجنوبية في المغرب، فقد أكد ضمن كلمته أن ما ربحه البلدان طيلة الستين سنة الماضية هي الثقة والعلاقات الثنائية القوية، وهذا ما يدفعهما إلى السير نحو الأمام.
ولفت إلى أنه خلال العام الماضي واجه المغرب وكوريا الجنوبية جائحة كورونا عن طريق شراكاتهما، مؤكدا أن بلده تقف بجانب المغرب في مجهوداته الاقتصادية.
وشدد على ضرورة تقوية العلاقة، خاصة في ظل إكراهات البعد الجغرافي واللغوي، وذلك بالبحث عن استراتيجيات جديد للتعاون.
اهتمام بالمجال الفلاحي والطاقي
أظهر عرض قدمه مسؤول كوري خلال اللقاء، أن المغرب هو ثالث شريك تجاري لكوريا الجنوبية، بعد الجزائر ومصر، وتستحوذ منتجات الملابس والقطن والإلكترونيات على معظم وارداته من هذا البلد الآسيوي. وأبرز العرض أن هناك تنوع في الصادرات والواردات، وارتفعت التبادلات بين البلدي.
وأبرز المسؤول الكوري أن بلاده يمكن أن يكون لديها أفضل الشركاء في شمال إفريقيا ومنطقة مينا، مع ما يمتلكه المغرب من مؤهلات اقتصادية وتموقع إقليمي وجهوي مهم جدا، ويمكن الانطلاق من الشراكات الدولية التي لدى المغرب وكوريا.
الفلاحة من القطاعات التي تستأثر باهتمام الكوريين الجنوبيين، وقد أبرز العرض المُقدم أن الحرب الروسية الأوكرانية سلطت الضوء على أهمية الأمن الغذائي وتحقيق السيادة.
غير أن الأزمة لم تصل إلى ذلك الحد الذي وصلته في بلدان، يقول المسؤول الكوري، الذي أشار إلى الحكومة قدمت الدعم، ولدى المغرب استراتيجيات خضراء، لافتا إلى أن الواردات المغربية في ما يتعلق بالمواد الغذائية ارتفعت، بسبب تداعيات الجفاف، غير أن الطلب لم يصل إلى مستوى طلب مصر ولبنان مثلا.
وفيما ركز عبد العزيز آيت علي، كبير الاقتصاديين في مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، على ما يمثله قطاع السيارات بالنسبة للبلدين، على نظرا لتجربة البلدين في هذه الصناعة، أكد فتح الله ولعلو، خبير في المركز نفسه، على أن كوريا الجنوبية هي آسيا، بينما المغرب يمثل تمازجا بين إفريقيا وأوروبا، مضيفا أن الاقتصاد الكوري مر من اقتصاد مستورد إلى اقتصاد متنوع ومعقد.
وأشار في كلمته إلى أن مسألة الأمن الغذائي والطاقي، بسبب ما يقع في أوكرانيا، تمثل مشكلا في الوقت الحالي، وهذا ما يدفع البلدين إلى تقوية العلاقة، ومواكبة المستثمرين الكوريين للمغرب في ما يتعلق بقطاع السيارات والطاقات المتجددة وصناعة الطيران.
وشدد على أنه من المهم العمل سويا في ما يتعلق بالأمن الغذائي في إفريقيا، على اعتبار أن المغرب من أكبر المنتجين والمصدرين للأسمدة، ويُوفر لدول آسيا البنيات التحتية واللوجستيك التي يتعين الاستفادة منها.
مقالات ذات صلة
عالم
نمط الحياة
تكنولوجيا