اقتصاد
هل يقلص المغرب الزراعات الأكثر استهلاكا للمياه؟
01/09/2022 - 10:56
حليمة عامرووصل العجز في التساقطات المطرية في بعض المناطق في المغرب إلى 80 في المائة، ما انعكس على مخزون المياه في السدود الذي لا يتعدى 26 في المائة، مقابل أكثر من 40 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وتستهلك الفلاحة 85 في المائة من المياه المتوفرة سنويا. وتمثل المساحة المسقية بالمغرب حوالي 15 في المائة، بينما تشكل المساحة المصنفة ضمن مناطق البور نسبة 85 في المائة، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل هذه المناطق في ظل تعاقب سنوات الجفاف.
وقد انخرط المعهد الوطني للبحث الزراعي بالرباط في أبحاث علمية ترمي تطوير النباتات تستحضر متطلبات التغيرات المناخية، إذ كشف محمد الصباغي، أستاذ بالمعهد ذاته، أنهم يشتغلون على تطوير أنواع جديدة من بذور القمح مقاومة للجفاف وارتفاع درجة الحرارة.
وأوضح الصباغي، في تصريح لـSNRTnews، أن البحث وصل لمرحلة متقدمة، نظرا للظرفية المناخية التي تفرض ذلك.
ويوصي الصباغي، علاوة على الأبحاث التي تنجز على مستوى المعهد الوطني للبحث الزراعي، باعتماد أنماط فلاحية مغايرة لتلك المتبعة الآن، بما يتيح التأقلم مع ندرة المياه خلال الموسم القادم، إذ أكد على أهمية العودة إلى أنماط زراعية كانت معتمدة في الماضي، مثل ما كان يسمى بالزراعة المختلطة.
ويوضح أن هذا النوع من الزرعة يوفر حماية أكبر للتربية، من خلال اعتماد محصول مشكل من عدد من الأنواع، مثل القمح والشعير والشوفان والبطاطس واللفت، حيث يحافظ ذلك على خصوبة التربة.
وإلى جانب العودة إلى الزراعة المختلطة، يدعو الباحث إلى الاهتمام بزراعة الكينوة، التي كان المغرب قد اعتمدها بالرحامنة على سبيل التجريب، مشيرا إلى أن هذه الزراعة أثبتت قدرتها على التأقلم مع صعوبة المناخ بالرحامنة ويمكن أن تتحمل هذه التغيرات المناخية بمناطق أخرى.
ويدعو سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك بالدار البيضاء، إلى بلورة مخطط فلاحي يرتكز على الاستثمار في أنواع الزراعات التي يحتاجها الاقتصاد الوطني، حسب الأولوية وحسب متطلباتها للمياه.
وقال إنه إذا كان نوع معين من الزراعات يستهلك المياه بكثرة، فينبغي اعتماده فقط بالأماكن التي تتوفر بها الموارد المائية، مشيرا إلى أن مناطق شمال المغرب تصل بها نسبة ملء السدود إلى 80 في المائة، ولا تطرح بها إشكالية قلة المواد المائية، عكس باقي المناطق المغربية التي تعرف تراجع مخزون مياه السدود.
وشدد على أنه يستحسن في الموسم القادم، تجنب زراعة الأفوكادو والبطيخ الأحمر الذي يزرع بالمناطق الجنوبية، بالإضافة إلى الموز، الذي يرى أن المغرب في غنى عنه باعتبار أن ثمنه بالسوق الدولية أقل من الثمن المعتمد على مستوى الأسواق المحلية.
ولفت إلى أن الموز مثلا يتطلب من 1200 إلى 2000 ملم من التساقطات سنويا، في حين أن المناطق التي يتم زراعته بها لا تتوفر سوى على مياه الشرب.
ويعتبر أن زراعة الجزر يجب أن تقتصر على المناطق التي تعرف بوفرة المياه مثل اللوكوس والسايس.
ومن جانبه، يرى خالد تمسماني، الخبير الدولي في المناخ والطاقات المتجددة، المنظومة الفلاحية ينبغي أن تراعي نوعية التربة ونوعية المزروعات التي سيتم اعتمادها، والبذور التي ينبغي أن تقاوم ندرة المياه وملوحة التربة، مشيرا إلى أن هذه التغيرات ينبغي التأقلم معها من خلال حسن تدبير الموارد المائية.
ويؤكد الخبير على أن السياسات الفلاحية ينبغي أن تراعي الفلاحة المستدامة، مع تجنب الزراعات التي تستنزف الفرشة المائية، مثل زراعة البطيخ والحوامض.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد