مجتمع
معاملة المسنين .. ماذا عن المغرب؟
16/06/2022 - 09:04
حليمة عامروسيعرف المغرب، بحسب إسقاطات السكان والأسر للمندوبية السامية للتخطيط سنة 2015، تزايدا مطردا في عدد الأشخاص البالغين 60 سنة فأكثر، ما بين 2014 و2050، وذلك بوتيرة تقدر بـ3,3% كل سنة في المتوسط، بحيث ستتضاعف هذه الساكنة بأكثر من ثلاث مرات لتنتقل من 3,2 مليون إلى 10,1 مليون، وستمثل 23,3% من مجموع السكان.
وهو ما يفرض أخذ قضايا هذه الفئة بشكل حازم، بحسب تصريح رئيسة جمعية العمر الذهبي للأشخاص المسنين، السعدية بنعدي، لـSNRTnews، إذ لاحظت هذه الأخيرة من خلال تجربتها وقربها من هذه الفئة، أنهم يتعرضون لأشكال متعددة من العنف والإساءة، سواء داخل الوسط الأسري أو من قبل المجتمع بصفة عامة.
وأوضحت المتحدثة ذاتها أنه خلال هذه الفترة الأخيرة صادفت حالات لمسنين تعرضوا للعنف من قبل أفراد أسرهم، إذ ذكرت على سبيل ذلك التمييز في حياتهم العامة والعزلة والاستغلال المالي، والذي يتمظهر في استيلاء الأبناء على معاش أبائهم، مشيرة إلى أن هناك من يتعرض لاعتداءات بدنية ونفسية تصل إلى درجة الحرمان من أبرز احتياجاتهم الخاصة.
أما عن عبد العالي الرامي، الفاعل الجمعوي، فقد تحدث عن أشكال العنف التي يتعرض لها كبار السن في المغرب، تتمثل أكثر في العنف النفسي أكثر من العنف الجسدي، ففي بعض الأحيان يحس هؤلاء وكأن المجتمع يرفضهم ويراهم غير منتجين، ولم يعد لهم دور فعال داخل الوسط الذي يوجدون به، مثل السابق، خصوصا بعض فترة التقاعد، مما يجعلهم أكثر عرضة لأشكال متعددة من التهميش وسوء المعاملة.
ودعا المصدر ذاته، في تصريح لـSNRTnews، إلى وضع برامج جديدة تلائم وضعية هذه الفئة، من خلال تمكينهم من النقل المجاني وتمكينهم من الاستفادة من تخفيضات خلال الرحلات، والاهتمام بالمشاكل المنوطة بهم، مشددا على ضرورة القيام ببرامج للتوعية والتحسيس حول كيفية التعامل مع هذه الفئة، سواء من قبل الأبناء أو من قبل أفراد المجتمع.
وتعد قضية تحسين حياة المسنين من بين القضايا التي سطرت لها وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة برامج تنموية، إذ تعمل الوزارة على إنجاز البرنامج الوطني المندمج للنهوض بأوضاع الأشخاص المسنين 2021-2030، والذي يركز بالأساس على تأهيل مؤسسات الرعاية الاجتماعية، لتوفير خدمات الاستقبال، والإيواء، والإطعام، والتطبيب، والتنشيط، والدعم النفسي والصحي والاجتماعي للمسنين الذين لا يوجد لهم مأوى أو فقدوا مسكنهم.
ويسعى هذا البرنامج إلى تحسين وتجويد بنيات وخدمات مؤسسات الرعاية الاجتماعية للمسنين في وضعية هشة وتطوير خدمات التكفل عن بعد وإدراج بعض الترفيه وتثمين خبرات المسنين، فضلا عن البرامج التي تهدف إلى تحسين الحياة الصحية للمسنين، وكذا البرامج الهادفة إلى تحسين جودة تعليم كبار السن، مثل البرنامج الوطني لمحاربة الأمية.
أما بخصوص سوق الشغل، فقد عمل المغرب على السماح للمسنين بالاستمرار في العمل بعد سن التقاعد، بناء على مقتضيات القانون 99.65، والمادة 526 من مدونة الشغل.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
مجتمع
مجتمع
مجتمع