مجتمع
تقرير .. ضعف حضور الأمازيغية في الإصدارات المغربية
10/06/2022 - 23:24
وئام فراجأبرز تقرير مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود حول وضعية النشر والكتاب في المغرب في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، أن المنشورات الورقية والرقمية الصادرة باللغة العربية، سواء في مجالات الإنتاج الأدبي أو الفكري، تجاوزت 75 في المائة، بينما يستمر إيقاع النشر باللغة الفرنسية في الانخفاض بمتوسط سنوي يبلغ 400 عنوانا، مقارنة بما كان عليه الحال خلال العقود الثالثة الأولى التي أعقبت الاستقلال "1960-1980".
تعريب العلوم الإنسانية
وعزا التقرير ذلك إلى تعريب العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعات المغربية منذ السبعينات، الذي ساهم في توسيع قاعدة المتعلمين وخريجي الجامعات، وتزايد ولوج أجيال جديدة من المؤلفين باللغة العربية في مجال الكتابة والنشر.
وبالإضافة إلى تراجع حضور اللغة الفرنسية في حقل النشر بالمغرب، سجل تقرير مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود، الذي يهم الفترة ما بين 2017 و2021، أن اللغات الأجنبية الأخرى تكاد لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من حصيلة المنشورات المغربية خلال فترة هذا التقرير؛ إذ تقدر نسبة اللغة الإنجليزية بـ3,20 في المائة، أما باقي اللغات الأجنبية فلم تتجاوز نسبة 0,62 في المائة.
أما حالة النشر باللغة الأمازيغية، فلم تتغير، وفق معطيات المؤسسة، منذ التقرير الأول الذي أصدرته عام 2015، مشيرة إلى أن هذه اللغة مازالت "لغة هامشية" إلى حد كبير بمتوسط سنوي يبلغ 32 عنوانا، وذلك بعد أكثر من عشرين عاما على إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإدراج اللغة الأمازيغية في دستور 2011.
وكشف التقرير، الصادر بمناسبة انعقاد الدورة السابعة والعشرين للمعرض الدولي للكتاب بمدينة الرباط، أنه خلال الخمس سنوات الماضية، لم يرصد قسم التزويد بالمؤسسة سوى 159 عنوانا باللغة الأمازيغية، أي 1,52 في المائة من مجموع الإصدارات المغربية (الورقية والرقمية)، تتصدرها منشورات جمعية تيرا (أكادير) بـ80 عنوانا؛ أي بنسبة أكثر من 50 في المائة، تليها إصدارات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بـ18 عنوانا.
كما لم تتغير، وفق المصدر ذاته، أصناف الكتابة التي تستقطب اهتمام المؤلف الأمازيغي؛ إذ سجل التقرير هيمنة النصوص الأدبية، التي تتوزع على الشعر (61 عنوانا)، والسرد (القصص القصيرة والروايات، 67 عنوانا) ثم الأجناس الأدبية الأخرى بـ19 عنوانا.
تهميش الكتابة بحرف "تيفيناغ"
ويتبين، كذلك، من خلال هذه العينة من المؤلفات أن "تشلحيت" (أمازيغية سوس ماسة ودرعة تافيلالت) لا تزال مهيمنة على الإنتاج الأمازيغي بـ100 عنوان، تليها تريفيت بـ40 عنوانا.
كما لاحظ التقرير هامشية الكتابة بحرف "تيفيناغ"، "الذي لم يستعمل مفردا إلا في عنوانين، رغم اعتماده رسميا، بيد أن الأبجدية اللاتينية تنفرد بـ67 عنوانا، تليها الأبجدية المزدوجة لاتيني-تيفناغ بـ69 عنوانا، ثم الأبجدية العربية بعشرة عناوين".
وأكدت المؤسسة أن الأمازيغية تسعى مثل غيرها من اللغات إلى إثراء رصيدها اللغوي بالانفتاح على ترجمة الإنتاج الفكري للثقافات الأخرى، مشيرة إلى ترجمة عدة نصوص إلى اللغة الأمازيغية تتوزع حسب لغة المصدر على 10 عناوين من الفرنسية، و9 عناوين من العربية، و4 عناوين من الإسبانية، و3 عناوين من الإنجليزية، ومن لغات أخرى معاصرة مثل التركية والروسية، وأخرى قديمة مثل اللاتينية.
يشار إلى أن مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود دأبت، منذ سنة 2015، على إصدار تقريرها السنوي عن نشر الكتاب المغربي في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، بمناسبة انعقاد الدورة السنوية للمعرض الدولي للكتاب.
مقالات ذات صلة
نمط الحياة
مجتمع
مجتمع
نمط الحياة