رياضة
أشرف داري .. غزال دفاع الوداد
02/06/2022 - 09:58
صلاح الكومريأشرف داري، غزال أنيق في دفاع الوداد الرياضي، لا يستمد تألقه من موهبته الكروية فحسب، ولا من إمكانياته الفنية العالية التي اكتسبها في مدرسة النادي منذ كان في فئة الكتاكيت سنة 2004، بل يستمد تألقه من تلك الروح القتالية العالية التي يتحلى بها تلقائيا، وتلك "الغرينطا"، التي تميز أكبر المدافعين في العالم.
داري من بين اللاعبين القلائل الذين تسري في دمهم تلك الحمية والغيرة الاستثنائية على قميص الوداد الرياضي، يقود خط دفاع الفريق بشجاعة وأناقة وحماس، ويفرح بجنون بعد إحراز الأهداف، وهي خصال قلت في كثير من المدافعين في العصر الحالي.
ولد أشرف داري بمدينة الدار البيضاء في 6 ماي 1999، في أسرة ودادية حتى النخاع، والتحق بمدرسة الوداد الرياضي وهو في الخامسة من عمره سنة 2004، وتدرج في جميع الفئات السنية للفريق، إلى أن بلغ فئة الكبار سنة 2017
حين التحق داري، وهو في الخامسة من عمره بمدرسة النادي، كان يبدو، بين أقرانه، خجولا جدا، ونحيفا، لا يقوى على تسديد الكرة، وفي كل مرة يحاول تسديدة الكرة، يسقط أرضا، فيُوبخه والده الذي كان يحرص على اصطحابه للتداريب في أوقات فراغه.
سنة 2017، بلغ أشرف داري فئة الكبار، تحت قيادة المدرب السابق الحسين عموتة، الذي كان يعتمده في بعض المباريات، ثم برز، في الموسم الموالي، تحت قيادة المدرب التونسي فوزي البنرزتي، الذي أعجب كثيرا بسرعته وإمكانياته العالية وتدخلاته الأنيقة، فقرر اعتماده لاعبا رسميا في الكثير من المباريات.
يقول حسن بنعبيشة، مدير الإدارة التقنية السابق في الوداد، وأحد المساهمين في صعود أشرف داري لفئة كبار النادي، إن اللاعب "اجتهد كثيرا من أجل تطوير مستواه في مختلف فئات النادي، وكان لديه هدف محدد، هو اللعب للفريق الأول".
وأضاف بنعبيشة: "رغم أن داري واجه الكثير من الإكراهات، إلا أنه ظل مصمما على بلوغ هدفه واللعب لكبار النادي، فقد حرص على التنقل يوميا من بوسكورة، حيث سكناه، إلى ملعب بن جلون، مقر تداريب النادي، من أجل التدرب".
في 22 دجنبر 2019، أصيب أشرف داري بقطع جزئي في الرباط الصليبي، خلال مباراة الديربي أمام الرجاء الرياضي، وقتها، اعتقد كثيرون أن مساره الرياضي قد انتهى، ولن يتمكن من العودة إلى الميادين، لكنه خضعه لبرنامج علاجي دقيق تحت إشراف عبد الرزاق هيفتي، طبيب المنتخب الوطني، واستفاد من مرحلة الحجر الصحي بسبب فيروس "كورونا"، ليعود، بعد ذلك تدريجيا إلى مستواه، ويبدأ مرحلة التطور.
ينتمي أشرف داري لنادي الوداد الرياضي قلبا وقالبا، فبالموازاة مع لعبه في الفئات الصغرى للنادي، كان يحرص على حضور جميع مباريات الفريق، سواء كجامع كرات، أو كمشجع في المدرجات، حيث تجمعه علاقة مميزة مع جماهير النادي، وحيث تشبع بمبادئ الألتراس، وأضحى أحد المقربين الأوفياء من نواة المجموعة.
خلال الموسم الحالي، في الدوري الوطني الاحترافي ودوري أبطال إفريقيا، وخاصة في المباراة النهائية للمنافسة الأخيرة، أكد داري أنه مدافع من طينة اللاعبين الكبار، وأنه قادر على اللعب في أكبر الأندية العالمية، بل إن هناك من يرى أن رحيله عن النادي، في فترة الانتقالات الصيفية، أصبح أمرا محسوما ولا شك فيه.
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة