عالم
نكوزي أوكونجو إويلا..إفريقية على رأس منظمة التجارة العالمية
15/02/2021 - 16:52
مصطفى أزوكاحفقد خلفت استقالة المدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية، روبيرتو أزيفيدو، لأسباب عائلية، في الصيف الماضي، الكثير من الترقب، حول خليفته، في سياق انكماش الاقتصاد العالمي والتوترات التي اخترقت المنظمة بسبب الخلافات بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت اللجنة المكلفة بالترشيحات أعلنت، في الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي، أن النيجيرية نكوزي أوكونجو إويلا هي التي تحظى بنوع من التوافق من أجل تسلم منصب المدير العام للمنظمة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل رئاسة دونالد ترامب، عبرت عن معارضتها لترشح إويلا، ودعمت الكورية هو ميونغ هي، علما أن اختيار المدير العام للمنظمة يتم بالتوافق، ما أدخل مسألة اختيار المدير العام الجديد في نفق مسدود بسبب "الفيتو" الأمريكي.
وتضطلع الولايات المتحدة الأمريكية بدور حاسم في اختيار مدير منظمة التجارة العالمية، التي يحتاج تكريسه إجماع 164 عضوا، علما أنها كانت اختيرت في أكتوبر باعتبارها المرشحة المفضلة لمنظمة التجارة العالمية، قبل أن يواجه ذلك بفيتو أول قوة اقتصادية في العالم.
وسبق لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن لوحت بمغادرة المنظمة في حال عدم إصلاحها، حيث كان تدفع بما تعتبرها نوعا من المحاباة التي تحظى بها الدول الصاعدة، بل إن تلك الإدارة أضحت أكثر تشددا في موقفها من منظمة التجارة العالمية، بعد مطالبتها بعدم المضي في فرض رسوم جمركية عقابية ضد الصين.
وأضحى مستقبل المنظمة مرتهنا لنتائج الانتخابات الأمريكية، حيث أعلنت إدارة بايدن في الأسبوع الماضي، عن مباركتها لترشح نكوزي أوكونجو إويلا، وهو ما رأى فيه مراقبون، خطوة جاءت بعد الحصول على ضمانات بتشدد المرشحة الوحيدة تجاه الصين، كما كان حملها للجنسية الأمريكية، كان له دور في ترجيح كفتها.
ستكون نكوزي أوكونجو إويلا أول امرأة تتولى أمر منظمة التجارة العالمية، التي شهدت منذ إحداثها في 1995، إسناد تسييرها من قبل ستة رجال، ثلاثة أوروبيين، وتايلاندي ونيوزيلاندي وبرازيلي.
ويتجلى أن تولي أمر منظمة التجارة العالمية، محطة طبيعية في مسار نكوزي أوكونجو إويلا، والتي راكمت خبرة كبيرة على مدى ثلاثين عاما في مؤسسات وازنة في بلدها والخارج.
تربت نكوزي أوكونجو إويلا، البالغة من العمر 66 عاما، بنيجيريا في أحضان أب مدرس للاقتصاد وأم مدرسة للسوسيولوجيا، والتحقت في سن التاسعة عشرة، بجامعة هارفارد، حيث حصلت على دبلوم في الاقتصاد، قبل أن تنال درجة الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
التحقت بالبنك الدولي في سن الثامنة والعشرين، حيث قضت به 25 عاما، و أضحت ثاني مسؤولة به، وترأست مجلس إدارة التحالف الذي رام توفير التمويل للتلقيح ضد "كوفيد-19" بإفريقيا.
تحمل إويلا مسؤوليات في مؤسسات دولية لم يلهها عن بلدها، حيث تولت، بين 2003 و2006، منصب وزيرة المالية، غير أن هناك من آخذ عليها تنفيذها، عندما حملت حقيقة وزارة المالية بين 2011، و2015، الإصلاح الذي قاده الرئىيس النيجيري كودمان، والذي أفضى إلى رفع الدعم عن الوقود، ما تسبب في مضاعفة الأسعار، وعجل بإطلاق احتجاجات وإضرابات، خلفت موتى وجرحى.
وضعتها "تايم" ضمن قائمة المائة شخصية الأكثر تأثيرا في العالم في 2014، وجاءت ضمن القادة الخمسين في العالم في تصنيف "فورتشن". توصف بـ"المرأة الحديدية"، خاصة بعدما رفضت، رسميا، التفاوض مع خاطفي والدتها الذين طالبوا باستقالتها وفدية. ما تعرضت له والدتها جاء بعد الجهود التي بذلتها من أجل الشفافية في بلدها.
لاتغيب الجائحة انشغالات المسؤولة الجديدة، حيث أكدت في أكتوبر الماضي، على أن منظمة التجارة العالمية يجب أن تركز على جائحة "كوفيد-19" وإنعاش الاقتصاد العالمي، في الوقت نفسه، الذي تجعل من أولوياتها إعادة بناء جهاز تسوية النزاعات، الذي يعتبر بمثابة محكمة تابعة لتلك المنظمة، وهو الجهاز الذي عطلته إدارة ترامب.
يؤاخذ عليها مراقبون نزوعها النيوليبرالي عندما كانت وزيرة ببلدها، غير أن نكوزي أوكونجو إويلا التي أكدت، في أكتوبر، أنها "مرشحة الإصلاح"، سيكون عليها بالموازاة مع إعادة بعث المنظمة وقيادة الإصلاح، إسماع أصوات إفريقيا والدول السائرة في طريق النمو في مواجهة ثلاثة قوى وازنة ممثلة في الصين والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد