نمط الحياة
ما آثار غياب المكتبات على جودة البحوث الجامعية؟
08/06/2021 - 14:48
حليمة عامرغير وباء كورونا أسلوب عمل الجامعات المغربية، وجعل الرقمنة أداة أساسية للدراسة الجامعية، منذ إعلان مختلف الكليات إغلاق المكتبات الخاصة بها، في وجه الباحثين وطلبة الإجازة والماستر والدكتوراه، كي لا تتحول هذه الفضاءات إلى مركز لانتشار عدوى كورونا. فهل كان ذلك حلا كافيا للطلبة؟
خدمات نسبية
يرى مصطفى أوزير، أستاذ الدراسات الإسبانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ومنسق ماستر أمريكا اللاتينية، أن جامعة محمد الخامس تعاملت مع تدبير علاقة الطلبة بالمكتبات، كيفما تعاملت جميع الجامعات تقريبا، بعدما قدمت خدمة نسخ الكتب والمقالات، إلكترونيا، التي كان يؤدى عنها، وجعلت الولوج إليها، بالمجان، لعموم الطلبة الباحثين، المسجلين في سلك الدكتوراه والماستر والإجازة، طيلة أيام الحجر الصحي، وحتى بعده.
ويبرز أنه: "صحيح أن هذه المكتبات الرقمية ساعدت الطلبة على إنجاز بحوثهم وأطروحاتهم الجامعية نسبيا، لكن ذلك لم يكن كافيا، لأن المراجع الورقية، التي توجد في خزائن الجامعات، تكون أقرب إلى المعلومات التي كان يبحث عنها الباحث".
ويعتبر الأستاذ الجامعي أن الطلبة تضرروا من اعتماد الجامعات للمكتبات الرقمية، حيث أثر ذلك على جودة البحوث والأطروحات التي أنجزت في هذه الفترة، لأنه لم يكن بإمكان الطلبة والباحثين الولوج إلى جميع الكتب والأطروحات، التي توجد بخزائن هذه الكليات، مثلما كان ذلك متاحا لهم من قبل.
ضعف البحوث والأطروحات الجامعية
يشدد الأستاذ الجامعي على أنه لا يسمح، لحدود اليوم، للطلبة بالولوج إلى مجموعة من الوثائق، لأنها خاصة بالجامعات، ولا ينبغي أن يتم إتاحتها عبر "الويب"، خصوصا الأطروحات الجامعية القديمة، حيث لم يكن يسمح من قبل، بتصويرها.
ووجد الطلبة صعوبة في جمع المعطيات التي يحتاجونها، بتوجيه من أساتذتهم، لكنها، تتماشى مع نفس المواضيع التي يشتغلون عليها، والتي من الضروري أن يطلعوا عليها، ليقوموا بتحيين المعلومات التي وردت في بحوثهم أو أطروحاتهم الجامعية.
ولاحظ الأكاديمي أن الجائحة أثرت بشكل كبير على جودة البحوث التي قدمت خلال هذه الفترة، سواء التي تمت مناقشتها أو التي تم برمجة مناقشتها، في الأيام المقبلة.
ويتساءل كيف يمكن إنجاز أطروحة أو بحث أو رسالة الماستر بدون الاطلاع على البحوث السابقة، حيث يقتضي إنجاز أي بحث جامعي الاطلاع على النماذج السابقة، وتكوين تراكم معرفي والإحاطة بجميع جوانب الموضوع.
ودفع هذا الوضع بعض الأساتذة إلى تأجيل مناقشة البحوث والأطروحات، التي كانوا يشرفون على تأطيرها خلال الشهور الأولى، التي تلت رفع الحجر الصحي، وتم برمجتها إلى وقت لاحق، لكن مع بداية هذه السنة، بدأت تتضح الرؤية، قليلا، وبدأت الجامعة بمناقشة عدد لا بأس به البحوث.
ويرى أن أكثر فئة من الباحثين الذين تأثروا من هذه الجائحة، هم الأشخاص الذي يربطهم التزام علمي بمختبرات ومراكز الأبحاث، حيث وجدوا صعوبة في إنجاز العمل الميداني، بسبب صعوبة التنقل، مما جعلهم يعتمدون على الشق النظري أكثر منه الميداني.
ويبرز أن الإمكانيات التي استطاعت أن توفره جامعة محمد الخامس هو الولوج إلى المكتبات الافتراضية، المؤدى عنها. كما أنها قامت باتفاقيات مع مكتبات وطنية، وتم السماح لطلبتها بالولوج إلى هذه المكتبات.
صعوبات جمة
من جهتها، أكدت يمينة القيراط، أستاذة شعبة الدراسات الإنجليزية، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أنه لكي يلج أي طالب للمكتبة الرقمية الافتراضية لجامعة محمد الخامس، عليه أن يتوفر على البريد الإلكتروني للمؤسسة، مشددة على أن عددا كبيرا من الطلبة لا يتوفرون على هذه الإمكانية، وبالتالي لم يلجوا إلى هذه المكتبة الرقمية.
وأبرزت أن طلبتها وجدوا صعوبة في الحصول على المراجع، مما اضطرها إلى مقاسمتهم ما كانت تتوفر عليه من كتب ووثائق، من مواردها الخاصة.
وأوضحت قيراط أن هناك مشاكل إلكترونية تحول دون تمكين الطلبة من الولوج إلى مكتبات مؤسساتهم، التابعة لجامعة محمد الخامس، حيث لم يتمكن سوى 200 طالب وطالبة مسجل بشعبة الدراسات الإسبانية، من الحصول على هذا البريد الإلكتروني، ليلج إلى مكتبات الجامعة خلال هذه السنة.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع