نمط الحياة
قصة رواية مغربية تثير اهتمام الأمريكيين
02/02/2021 - 10:27
عبد الرحيم السموكنييقول الروائي المغربي، المتخصص في الأدب البوليسي، عبدالإله الحمدوشي، في تصريح لـ"SNRTnews"، إن اعتماد خلفية تاريخية في رواية بوليسية يعتبر تجربة جديدة، كما أن الحافز الأكبر في اختيار تيمة اعتراف المغرب باستقلال الولايات المتحدة في وقت مبكر، تجلى في الأسئلة المتكررة لطلبة أمريكيين اعتادوا القدوم إلى المغرب ضمن زيارات عمل أكاديمي، خاصة وأن أربع جامعات أمريكية تدرس أربع روايات له جرى ترجمتها من العربية إلى الإنجليزية.
وصدرت رواية "حتى لا تنسى أمريكا 1777" قبل ثلاث سنوات، غير أن اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء أعادها إلى دائرة الضوء. ويشرح الحمدوشي "غالبا ما كان الطلبة الأمريكيون يتفاجؤون لسماع أن المغرب أول بلد اعترف باستقلالهم، وهذا ما شكل دافعا قويا للبحث في هذه القصة التاريخية، وهو ما قادني إلى البحث في مراجع تاريخية مغربية وأمريكية معا".
تدور أحداث الرواية حول قصة طالبة أمريكية يتراءى لها، في حلم متكرر، أن رجلا مسنا يطوق عنقها بأفعى سامة، فتلجأ إلى أستاذ اللغة العربية في جامعة هارفرد حيث تدرس، ليخبرها أن المكان الوحيد الذي تروض فيه الأفاعي هو المغرب، لتقرر الفتاة الشابة زيارته، وتبدأ مغامرة من نوع خاص، مغامرة بوليسية بلحاف تاريخي محض.
يقول الحمدوشي "كان هدفي هو الابتعاد عن الشكل التقليدي للروايات التاريخية، فقبل أن أكتب هذه الرواية قمت ببحث معمق لهذا الاعتراف المثير من دولة تقع في أقصى شمال إفريقيا بدولة فتية تقع في شمال القارة الأمريكية، ما أثارني أكثر هو قيمة هذا الاعتراف على مستوى الواقع. لماذا المغرب بالضبط اكتسى اعترافه بأمريكا قيمة قصوى؟ الجواب على هذا السؤال يتجلى في أن هذا الاعتراف لم يكن شكليا بل ترتب عنه حماية السفن الأمريكية من إنجلترا المستعمرة السابقة لأمريكا والتي كانت ترفض الاعتراف بهذا الاستقلال".
ويضيف "كان المغرب قد أبرم اتفاقية تجارية مع إنجلترا عمرها حاليا 300 سنة، وكان السلطان المغربي محمد الثالث يمنع على السفن الإنجليزية أن ترسو بميناء الصويرة في وقت تواجد السفن الأمريكية، وكان يوفر لها الحماية حتى تبحر إلى شط الأمان".
يشدد الحمدوشي على أن المغرب حمى أمريكا من إنجلترا، واعترف باستقلالها سنة 1777 بعد حرب الست سنوات ضد بريطانيا، موضحا أن الاعتراف المغربي يعتبر تحصيل حاصل، لسياسة السلاطين العلويين، خاصة السلطان مولاي إسماعيل، الذي أبرم مجموعة من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والعسكرية مع بلدان أوروبية، أما السلطان محمد بن عبدالله ففتح بابا دبلوماسيا في العالم الجديد آنذاك، ما يعني أن قرار الاعتراف باستقلال أمريكا كان قرارا تكميليا لسياسة مغربية اتجاه العالم.
يعترف الحمدوشي بأنه عمد إلى المزج بين التشويق البوليسي والمغامرة، إذ ستقرر الشابة الأمريكية البحث عن كنز ليس سوى رسالة الرئيس الأمريكي جورج واشنطن إلى السلطان المغربي سيدي محمد بن عبدلله، يشكره فيها على قرار الاعتراف.
مقالات ذات صلة
سياسة
مجتمع
نمط الحياة