مجتمع
مواجهة الجائحة .. عامان من التميز المغربي
02/03/2022 - 12:40
مراد كراخيتدابير استباقية وصندوق خاص
تنفيذا لتعليمات جلالة الملك، أصدرت الحكومة يوم الثلاثاء 17 مارس 2020، مرسوما يقضي بإحداث صندوق خاص بتدبير جائحة "كورونا" (كوفيد-19)، رصد له غلاف مالي بعشرة ملايير درهم، خصص أساسا للتكفل بالنفقات المتعلقة بتأهيل الآليات والوسائل الصحية، سواء في ما يتعلق بتوفير البنيات التحتية الملائمة أو المعدات التي يتعين اقتناؤها باستعجال.
وأسهم الصندوق كذلك، في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال دعم القطاعات الأكثر تأثرا بتداعيات الجائحة والحفاظ على مناصب الشغل والتخفيف من التداعيات الاجتماعية لهذه الجائحة، بعد الضرر الذي مس الاقتصاد الوطني، إثر الحجر الصحي الشامل الذي فرضته المملكة لمدة 90 يوما.
وفي هذا الإطار، قال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إن الأرقام الحالية تبين نجاح المغرب في تدبير الجائحة رغم قسوتها من الناحية الاقتصادية.
وأوضح حمضي، في تصريح لـSNRTnews، أن المغرب سجل أقل من مائتي وفاة خلال المرحلة الأولى من الوباء، في حين سجلت دول أوروبية خلال الفترة نفسها أزيد من 35 ألف وفاة، كما أن المملكة استطاعت بفعل هذه التدابير تجنب موجة "ألفا" التي اجتاحت الدول الأوروبية.
وأطلق المغرب حزمة إجراءات لدعم المشتغلين الذين يواجهون صعوبات في الحفاظ على أعمالهم، ومساعدة الشركات والمقاولات على الصمود أمام الجائحة، من خلال إنشاء "لجنة اليقظة الاقتصادية"، على مستوى وزارة الاقتصاد والمالية، بهدف رصد وتتبع الانعكاسات الاقتصادية لجائحة "كورونا" على الاقتصاد الوطني، ومواكبة النشاطات الأكثر عرضة للصدمات الناجمة عن هذه الأزمة، علاوة على تعبئة الموارد والتمويلات الخارجية ضد الجائحة.
واتخذت "لجنة اليقظة الاقتصادية" عدة تدابير لفائدة الأشخاص الذين توقفوا عن العمل بسبب الجائحة، إضافة إلى أسر العاملين في القطاع غير المهيكل، ولفائدة المقاولات، خاصة الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة والمهن الحرة، حيث تم منح تعويض شهري للمتضررين، وتعليق أداء المساهمات الاجتماعية، إضافة إلى تأجيل سداد الديون البنكية.
حملة التلقيح.. تميز مغربي
بعد عام على انتشار وباء كورونا في العالم، أعطى جلالة الملك، في 28 يناير 2021، انطلاقة الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد-19، بعدما تلقى جلالته الجرعة الأولى من اللقاح، معلنا بذلك بداية حملة مجانية همت مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، بهدف الحد من انتشار الفيروس، وتحقيق المناعة الجماعية.
كان المغرب من البلدان السباقة عالميا إلى إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، ليكون بذلك من البلدان الأوائل التي شرعت في تلقيح سكانها، على الصعيدين الإقليمي والقاري.
وراهنت المملكة على تنويع مصادر اللقاحات من أجل توفير مخزون يكفي جميع المواطنات والمواطنين، لتحصل بذلك على إشادة منظمة الصحة العالمية من حيث طريقة تدبير الحملة والتعامل مع الجائحة.
وفي هذا السياق أفاد سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، وعضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد كوفيد-19، بأنه، وبفضل التدخل الشخصي لصاحب الجلالة، كان المغرب من الدول الأولى عالميا التي استطاعت الحصول على كميات مهمة من اللقاح المضاد للفيروس.
وأبرز عفيف لـSNRTnews، أن الانخراط السريع في عملية التلقيح مكن المملكة من الخروج بأقل الأضرار من أخطر مراحل انتشار الفيروس، حيث تم في المرحلة الأولي بتحصين الأشخاص في وضعية هشة، ليتم بعدها تعميم التلقيح كي يشمل الأطفال أقل من 12 سنة، وصولا إلى الجرعة الثالثة.
وهذا ما أكده حمضي، الذي يرى أن نجاح هذه الحملة كانت نموذجية، لكونها بنيت على أسس علمية، موضحا أن جميع التوصيات الصادرة اعتمدت على معطيات علمية فقط، ولم تكن سياسية أو تجارية مثلما حصل في بعض البلدان.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع