مجتمع
داء التهاب الكبد الفيروسي .. القاتل الصامت
31/07/2021 - 10:10
حليمة عامرقال البروفسور أحمد عزيز بوصفيحة، أستاذ طب الأطفال المسؤول عن وحدة المناعة السريرية، بالمركز الصحي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، إنه منذ بروز جائحة كورونا تراجع الطلب من قبل المرضى الذين كانوا يتوافدون على مصحات علاج داء التهاب الكبد الفيروسي، بنسبة 50 في المائة، نتيجة لنقص انتشار المرض، بفضل تداعيات كورونا التي فرضت التباعد الاجتماعي، وكذا بسبب الخوف من انتقال عدوى كورونا إليهم بهذه المصحات.
وشرح أحمد عزيز بوصفيحة، أن التهاب الكبد الفيروسي ينقسم إلى نوعين، وهي "أ" و"ب". ففي ما يتعلق بالتهاب الكبد الفيروسي "أ" فهو الذي يصيب صغار السن، وهو مرض ينتج عن سوء النظافة، لذلك يتكون هذا الفيروس في الجهاز الهضمي، ويمكن أن ينتقل للشخص الآخر عند ملامسة اليدين.
وقال إنه من أعراضه السريرية أنه فيروس يعطي دائما آلاما حادة، مبرزا أنه لا يمكن أن يتطور إلى أن يصبح مرضا مزمنا، أو أن يؤدي إلى سرطان الكبد أو يسبب الوفاة.
وأبرز المتحدث ذاته أنه مرض التهاب الكبد "أ" فهو مرض كان يصيب الأطفال فقط، لكن قبل عشر سنوات أصبح ينتقل إلى الكبار أيضا، وقد يؤدي إلى حالة صحية خطيرة جدا، ما يؤكد على ضرورة استعجالية اللقاح.
أما بخصوص داء التهاب الكبد "ب"، أوضح بوصفيحة أنه مرض له أعراض حادة، وقد يسبب الوفاة وتشمع الكبد، وقد يتحول إلى مرض مزمن، مبرزا أن 10 في المائة من الإصابات تتحول إلى أمراض مزمنة، ويمكن أن تسبب تشمع الكبد.
ولا تختلف أعراض كلا المرضين عن بعضهما البعض، سواء في ما تعلق بالحمى أو بالقيء والآلام في الجهاز الهضمي وكذا اصفرار العينين، و90 في المائة من المرضى الحاملين للإلتهاب الكبد الفيروسي لا يعلمون بوجود هذا المرض، حيث أوضح بوصفيحة أن هذا المرض لا يسبب آلاما حادة، ولا يظهر الكثير من الأعراض المشكوك فيها، حيث يكشف عنه عن طريق اختار الدم.
وبخصوص وضعية العلاج من هذا المرض في المغرب، أوضح الطبيب أنه يتم الوقاية من مضاعفاته عبر التلقيح ضد الفيروس، مبرزا أن هذا اللقاح يوجد في المغرب غير أنه لا يوجد في البرنامج الوطني، لأنه سعره مرتفعا جدا، معتبرا أن 150 درهما للجرعة الواحدة من القاح لا تعد غالية الثمن بالنظر إلى معاناة وحياة المرضى التي تظل في خطر بسبب هذا الفيروس.
ولاحظ بوصفيحة بحكم أنه رئيس لمصلحة الأمراض التعفنية، بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء أنه يتوافد على مصحته الكثير من الحالات الصعبة، حيث أوضح أنه يسجل عدة وفيات جراء مضاعفات هذا الفيروس.
ويشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، قد ذكرت يوم الأربعاء 28 يوليوز، قدرت عدد المصابين بالالتهاب الكبد الفيروسي بحوالي 325 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مما يتسبب في حوالي 1.1 مليون حالة وفاة سنويًا.
وفي المغرب، وحسب منظمة الصحة العالمية، تقدر نسبة الإصابة بين الساكنة العامة، بالتهاب الكبد الفيروسي "ب" بنحو 2.5 في المائة، و 1.2 في المائة بالنسبة لداء التهاب الكبد الفيروسي "أ".
وقد أظهرت الدراسات، التي اقتصرت على المجموعات الأكثر عرضة، ارتفاعا في نسبة الإصابة، لاسيما عند مرضى تصفية الدم، ومستعملي المخدرات عن طريق الحقن، وكذا الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشري.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
رياضة