مجتمع
تقرير: ثلث التلاميذ يعانون من ضعف في الكتابة والقراءة والحساب
01/12/2021 - 22:25
وئام فراجقدمت مديرة الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، نتائج التقرير التحليلي للبرنامج الوطني لتقييم مكتسبات تلاميذ السنة السادسة ابتدائي والثالثة ثانوي إعدادي، وذلك خلال لقاء نظمته الهيئة عن بعد.
ثلث التلاميذ دون الكفايات اللازمة
خلصت نتائج البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات الذي يعود لسنة 2019، بحسب ما أعلنته بورقية، إلى أن أكثر من ثلث التلاميذ لا يتوفرون على الكفايات اللازمة التي تضمن مواصلتهم لتعليمهم المدرسي، مبرزة أن التلاميذ الذين لا يستوفون الكفايات الأساسية يمكن أن يصبحوا مهددين بالانقطاع عن الدراسة.
وأكدت بورقية، في هذا الإطار، أن الجائحة عمقت هذه الأزمة، وأثرها سيقوي هذا الضعف المسجل في صفوف التلاميذ.
وهم تقرير الهيئة عينة مكونة من 36 ألفا و907 تلاميذ، بينهم 18 ألفا و25 تلميذة وتلميذ في السنة السادسة ابتدائي، موزعين على 600 مؤسسة تعليمية (قسم لكل مؤسسة)، و18 و883 تلميذة وتلميذ في السنة الثالثة إعدادي موزعين على 550 إعدادية.
أما المهارات اللغوية والرياضية والعلمية للتلاميذ التي تم التركيز عليها، فتشمل على الخصوص، وفق مديرة الهيئة، مادتي الفرنسية والرياضيات بالسلكين الابتدائي والإعدادي.
ضعف في اللغة الفرنسية
وعلى المستوى السلك الابتدائي، كشف بورقية أن 41 في المائة فقط من التلاميذ خلال سنوات الدراسة المنصرمة، اكتسبوا المهارات اللغوية الضرورية لمتابعة دروسهم في مادة اللغة الفرنسية في السنة السادسة من التعليم الابتدائي، فيما لا تتجاوز نسبة الذين استوعبوا المقرر بأكمله 12 في المائة.
وحسب الوسط التعليمي، أظهرت نتائج التقرير أن أداء التلاميذ الذين يدرسون بمؤسسات التعليم الابتدائي بالوسط الحضري أحسن بقليل في اللغة الفرنسية بـ246 نقطة من أداء التلاميذ الممدرسين بالوسط القروي بـ238 نقطة.
كما لم تلمس الدراسة فرقا كبيرا بين العالم القروي والمدارس الجماعاتية، إذ يرفع عنصر الانتماء إلى مدرسة جماعاتية نسبيا من نسبة التلاميذ الذين استوعبوا مقرر اللغة الفرنسية بأكمله وذلك من 6 إلى 9 في المائة.
وفي ما يتعلق بنوع التعليم، أكدت بورقية أن أداء التلاميذ في المدارس الخصوصية أحسن من أداء التلاميذ في المدارس العمومية بنتيجة 293 مقابل 246 نقطة، بمعنى أقل من المعدل (500 نقطة)، مشيرة إلى أن عملية المقارنة تمت بين الخصوصي والحضري فقط وليس التعليم العمومي ككل لأن القروي يكون دائما أقل بكثير من المعدل الذي يتم احتسابه على 500 نقطة.
وعلى مستوى السلك الإعدادي، خلص تقرير الهيئة، الذي قدمت بورقية أهم نتائجه، إلى أن 76 في المائة من تلاميذ السنة الثالثة إعدادي استوعبوا أقل من 21 في المائة من المقرر الرسمي للغة الفرنسية الخاص بهذا المستوى، مقابل 11 في المائة من التلاميذ الذين استوعبوا أكثر من 91 في المائة من المقرر.
كما يصل الفرق في الأداء في اللغة الفرنسية بين تلاميذ الإعداديات القروية والحضرية إلى 12 نقطة في السنة الثالثة ثانوي إعدادي، في حين يبلغ 8 نقاط بالنسبة للسنة السادسة ابتدائي.
الفرق في المستوى يظهر أيضا على مستوى التعليم الخصوص والعمومي، إذ استنتجت الهيئة أن الفرق بين أداء التلاميذ في التعليم الخصوصي يختلف كبيرا عن تلاميذ التعليم العمومي في السلك الإعدادي، بحيث يصل إلى 82 نقطة في السنوات الأخيرة من الثانوي الإعدادي مقابل 47 نقطة في التعليم الابتدائي.
وتبقى دائما الإناث، وفق مديرة الهيئة، أكثر تفوقا على الذكور، إذ يبلغ الفارق بينها 16 نقطة في السنوات الأخيرة من الإعدادي لفائدة البنات.
12 في المائة استوعبوا مقرر الرياضيات كاملا
وفي ما يتعلق بمادة الرياضيات، أبرزت معطيات التقرير أن 48 في المائة من التلاميذ، في السلك الابتدائي، استوعبوا أقل من 23 في المائة من مقرر الرياضيات الخاص بالسنة السادسة ابتدائي.
كما استوعب 27 في المائة من تلاميذ السنة السادسة أكثر من 88 في المائة من المقرر الرسمي، وأوضحت بورقية، في هذا الإطار، أن 12 في المائة فقط من استوعبوا 90 في المائة فما أكثر من المقرر الدراسي، "ما يظهر النقص الكبير في مهارات التلاميذ بالنسبة لاستيعاب الرياضيات".
وبالنسبة للفارق في الأداء في مادة الرياضيات بين المدارس الحضرية العمومية والقروية والجماعاتية، ففي كل هذه الفئات تم تسجيل أقل من المعدل في ما يخص الرياضيات، ما يؤكد وجود مشكل في استيعاب الأوليات بالنسبة للتلاميذ في هذا المستوى، تقول بورقية.
فيما تبقى دائما نتائج التلاميذ في المؤسسات الخصوصية أعلى من تلك المسجلة في المدارس العمومية الحضرية، ففي نهاية السلك الابتدائي يسجل تلاميذ المدارس الخصوصية نتائج أحسن بـ280 نقطة في الرياضيات مقارنة مع زملائهم في المدارس العمومية (246 نقطة).
التركيز على التعليم الأولي
وعلى مستوى السلك الإعدادي، أكدت بورقية أن المعطيات تتشابه نسبيا، مبرزة أن 12 في المائة فقط من التلاميذ استوعبوا أكثر من 85 في المائة من المقرر، و44 في المائة استوعبوا 23 في المائة من المقرر الرسمي للرياضيات الخاص بمستوى السنة الثالثة إعدادي.
كما تضاعف الفرق في مكتسبات الرياضيات بين الإعداديات الخصوصية والعمومية الحضرية لينتقل من 34 نقطة في نهاية السلك الابتدائي إلى 66 نقطة في نهاية السلك الإعدادي لفائدة المدارس الخصوصية.
وخلصت بورقية إلى أن التعليم الأساس من السنة الأولى هو المفتاح لإنشاء "جيل الإصلاح"، داعية إلى استهداف تدريس اللغات، خلال عملية إصلاح التعليم، خاصة اللغة الفرنسية ابتداء من السنة الأولى.
كما أشارت إلى أن كفايات التلاميذ في اللغة العربية كذلك مازالت ضعيفة، وشددت على أهمية إدخال الرقميات في التعليم، مؤكدة أنها تساهم في تحسين مستوى التعلمات من 4 إلى 11 نقطة بالنسبة للابتدائي، ومن 6 إلى 9 نقاط بالنسبة للسلك الإعدادي.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع