تكنولوجيا
المغرب يدشن "داتا سانتر " الأقوى في إفريقيا.. هذه ميزاته وأهدافه
20/02/2021 - 12:46
SNRTnewsأشرفت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أمس الجمعة بابن جرير (إقليم الرحامنة)، على تدشين مركـز بيانـات (داتاسنتر) مجهـز بحاسـوب عمـلاق يعد الأقـوى مـن نوعـه على الصعيـد الإفريقـي.
باب للتطوير البحث العلمي
وسيعنى هذا المركز، الذي يقع في المدينة الخضراء بابن جرير ويمتد على مساحة تقدر بـ2000 متر مربع، بالرفع من قدرات التجريب العلمي، والتمكن بشكل أكبر من المعطيات المستقاة بشكل مكثف.
ومـن خـلال هـذا المركـز مـن المسـتوى العالمـي، والـذي يوفـر أعـلى درجـات الأمـان، والجاهزيـة القصـوى، ومرونـة عاليـة واتصـال مثـالي، فـإن جامعـة محمـد السـادس متعـددة التخصصـات التقنيـة، الوفيـة لتموقعهـا الإمتيـازي عـلى الصعيديـن الوطـني والقـاري، تضـع قدراتهـا في خدمـة المنظومـة الرقميـة الوطنيـة مـن أجـل المسـاهمة في ضمـان السـيادة الرقميـة للمملكـة وتطوير خدمات رقمية جديدة مغربية 100 في المئة.
وبالإضافـة إلى تمكيـن المقـاولات والإدارات مـن بنيـة تحتيـة لتنظيـم ومعالجـة وتخزيـن وإيـداع كميـات ضخمـة مـن المعطيـات، فـإن مركـز البيانـات الجديـد، الحاصل على شـهادتي الدرجة الثالثة مـن معهـد أبتايـم، يـأوي المركز الإفريقـي للحاسـوب العمـلاق، الـذي يشـكل بـدوره منصـة أساسـية لمعالجـة أحجـام فائقـة الضخامـة مـن المعطيات وحل حسابات في منتهى التعقيد.
ومـن شـأن المركـز الإفريقـي للحاسـوب العمـلاق، الـذي تبلـغ قدرتـه 15.3 بيتافلـوب، وبسـعة مليـون مليـار عمليـة في الثانيـة، أن يفتـح آفاقـا واسـعة للبحـث العلمـي والابتـكار أمـام جامعـة محمـد السـادس متعـددة التخصصـات التقنيـة وفي المغـرب بشـكل عـام.
هذا ملعبه و98 عالميا من حيث القوة
وستمكن مشـاريع ابتكاريـة رئيسـية جديـدة للنمذجـة مـن أن تـرى النـور، في مجـالات جـد واسـعة مـن قبيل جينـوم النباتـات الإفريقيـة المطلـوب حمايتهـا، معطيـات الأقمـار الصناعيـة مـن أجـل التثميـن والتدبـير الأمثـل للأراضـي الفلاحيـة، أو المعطيـات المناخيـة مـن أجـل إدماج أكثر نجاعة للطاقات المتجددة في الشبكات.
واحتـل هـذا الحاسـوب العمـلاق، الـذي طـور في إطار شـراكة مـع جامعـة كامبريـدج، الرتبـة 98 مـن حيـث قـوة الحواسـب العملاقـة عـبر العالـم، محسـنا بذلـك ترتيـب المغرب الذي ارتفع إلى الدرجة 26 عالميا والأولى إفريقيا من حيث القدرة الحسابية أمام النمسا وهونج كونج.
وجرى حفل التدشين بحضور وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، ووزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، مولاي حفيظ العلمي، والوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إدريس أوعويشة، وسفير المملكة المتحدة بالمغرب، سايمون مارتن.
كما جرى التدشين بحضور كل من والي جهة مراكش آسفي، كريم قسي لحلو، وعامل إقليم الرحامنة عزيز بوينيان، ورئيس جامعة محمد السادس، هشام الهبطي، ورئيس جامعة القاضي عياض، مولاي الحسن احبيض، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش آسفي، مولاي أحمد الكريمي وشخصيات أخرى.
أمزازي: باحثونا قادرون اليوم على حلول غير مسبوقة
وأكد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، سعيد أمزازي، أمس الجمع بابن جرير، أن المركز الإفريقي للحاسوب العملاق يشكل بنية تكنولوجية متقدمة من شأنها تقوية الروابط بين عالم البحث والصناعة.
وقال أمزازي، الذي كان يتحدث خلال حفل تدشين مركز البيانات، إن حلول الحوسبة المكثفة التي تتيحها هذه البنية يمكن أن تستخدم في المجال الصناعي، كصناعة السيارات والطائرات والكيمياء ومستحضرات التجميل وغيرها. وتابع الوزير "جامعتنا تضم باحثين بإمكانهم، بفضل هذا الحاسوب العملاق، أن يقدموا حلولا غير مسبوقة للمقاولات"، مبرزا أن جامعة محمد السادس تنخرط، من خلال مبادرات من هذا النوع، في رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تضع البحث العلمي في خدمة التنمية التكنولوجية والابتكار، قصد النهوض بالنمو الاقتصادي.
وأشار أمزازي إلى أن هذا الإنجاز يدل على الفورة المبتكرة لهذه الجامعة المغربية الرائدة في مجال البحث، معتبرا أن المركز الإفريقي للحاسوب العملاق، الذي يتوفر على حاسبة عملاقة تحت مسمى "توبقال، سيساهم، من دون شك، في التحليق بهذه الجامعة نحو أعلى قمم منظومة تكنولوجيا الحوسبة عالية الأداء والذكاء الصناعي إقليميا وقاريا. وأوضح أن الحاسوب الأقوى على الصعيد الإفريقي والذي تعادل طاقته الحسابية 8000 حاسوب أساسي، يمكنه من إنجاز 3 مليون مليار عملية في الثانية، إضافة إلى ذلك تبلغ سعته التخزينية 8 آلاف تيرابات، مشيرا إلى أن هذا الحاسوب العملاق سيمنح خبرة في النمذجة والمحاكاة والتحسين لمواكبة مشاريع البحث الجامعية والصناعية. وتابع أن الحاسوب العملاق يأتي لدعم التكنولوجيات المتقدمة، من قبيل تطوير مركبات أو تقنيات لتشخيص السرطان، معبرا عن أمله في أن يقدم هذا الجهاز ثماره سريعا، من خلال مشاريع في البحث والتنمية ذات جودة، ستساهم في التحول الرقمي للمملكة.
أوعويشة: « كلاود » سيادي
من جانبه، أشاد الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إدريس أوعويشة، باختيار واستثمار وإنجاز هذا المشروع الهام بالنسبة للمغرب، موضحا أنه ما بين منتصف مارس ومنتصف يونيو 2021، تمت رقمنة أزيد من 120 ألف محتوى أكاديمي من طرف جامعتين عموميتين (جامعة محمد السادس وجامعة القاضي عياض). وذكر الوزير بأن مراكز الرقمنة في الجامعات الـ12، المحدثة بتعاون مع مؤسسة المجمع الشريف للفوسفاط وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، شهدت تضاعف المحتويات الرقمية، الأمر الذي يبرز أهمية إنجاز مركز للبيانات.
وخلص إلى أن هذا المشروع الذي يأتي في وقت مناسب، سيساهم في تجاوز تحديات التخزين، والبقاء والأمن وصعوبات الولوج، معتبرا أن هذه البنيات تؤشر لمنعطف من شأنه أن يمكن المغرب على "كلاود سيادي" خاص به، وجعل كافة المحتويات الرقمية تحت سيطرته. من جهته، اعتبر رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، أنه منذ حوالي ثلاثين سنة، استبق المجال الرقمي كل الابتكارات، وغير من نمط الحياة وفتح مسالك جديدة للتنمية، مشيرا إلى أن مركز البيانات هذا سيرفع من قدرات التجريب العلمي، وسيمكن من السيطرة بشكل أكبر على المعطيات المكثفة المستقاة. وأضاف الهبطي أنه إلى جانب الهدف العلمي من المركز، يتمثل الهدف أساسا، في تقديم إجابات للصناعات والساكنة والمجالات الترابية، مشيرا إلى أن مركز البيانات يمثل منصة لرفع كل التحديات، سواء كانت صحية أو بيئية أو إنسانية أو مجالية.
العلمي: سيسرع التحول الرقمي المغربي
أما وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، مولاي حفيظ العلمي، فقال إن مركز البيانات والمركز الإفريقي للحاسوب العملاق، يشكلان بنيتين تكنولوجيتين تأتيان للاستجابة للحاجيات المتزايدة للقطاع العام والخاص.
وأضاف الوزير أن "هاتين البنيتين المنتظرتين من قبل المنظومة الاقتصادية ستكونان في خدمة القطاع العام، وكذا القطاع الخاص عبر عقد شراكات".
وبعد أن أبرز دور الجائحة في مجال تسريع التحول الرقمي بالمغرب في كافة القطاعات (الصحة، التعليم، العدل وغيرها)، أشار الوزير إلى أن هاتين البنيتين في البحث والابتكار ستساهمان في مواكبة المنظومة الاقتصادية، وتقديم حلول حقيقية لها لمختلف التحديات. وفي هذا الصدد، شدد العلمي على ضرورة توحيد هذه البنى التكنولوجية ووضعها في خدمة القطاعين العام والخاص، مشيرا إلى أن إنجاز هاتين البنيتين التكنولوجيتين ينسجم مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يدعو إلى وضع البحث والابتكار العلمي في خدمة النهوض بالنمو الاقتصادي.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
تكنولوجيا