سياسة
الشبيبات الحزبية تتشبث بلائحة الشباب داخل البرلمان
18/01/2021 - 17:21
وئام فراجهل سيتم إلغاء اللائحة الوطنية للشباب في الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021؟ سؤال أثار جدلا واسعا بين شبيبات الأحزاب السياسية وزعمائها، فبينما تؤكد أحزاب المعارضة المتمثلة في حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية، على عدم فعالية هذه اللائحة وتدعو، في المقابل، إلى تعزيز تمثيلية النساء داخل البرلمان، والرفع من "الكوطا" المخصصة لهن، أصدرت ست شبيبات حزبية بلاغا تدعو فيه إلى التمسك باللائحة مع إمكانية تغيير صيغتها.
وزارة الداخلية "لم توافق" بعد على المقترح
أكد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن موقف الحزب ثابت بخصوص إلغاء اللائحة الوطنية للشباب، مبرزا، في تصريح لـ"SNRTnews"، أنه سبق التعبير عن هذا الموقف في المذكرة الثلاثية المقدمة بمعية حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال، والتي تقترح لوائحا وطنية أو جهوية تقوي الحضور النسائي في البرلمان، وتتجه نحو تحقيق المناصفة.
وأضاف بنعبد الله أن هذه اللوائح من شأنها أيضا الحفاظ على التمثيلية الشبابية، مع إدراج تمثيلية الأطر الحزبية الحقيقية وتمثيلية الجالية المغربية في الخارج.
وأوضح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن حزبه سيظل متشبثا بهذا الموقف، طالما لا يوجد اقتراح ملموس مقدم من طرف وزارة الداخلية حول هذا الموضوع، ونفى، في هذا الإطار، موافقة وزارة الداخلية على المقترح، مشيرا إلى أن الأحزاب السياسية لم تجتمع منذ شهر أكتوبر من عام 2020 لمناقشة هذا المقترح.
شبيبات متمسكة باللائحة
من جهتها، عبرت شبيبات الأحزاب الكبرى الممثلة في البرلمان عن رفضها لهذا المقترح، مؤكدة، في بلاغ مشترك، أن البلاد في حاجة إلى بذل جهود أكبر لاستقطاب وتشجيع الشباب، فضلا عن الاستمرار في تعزيز الأمل في مصداقية الممارسة السياسية، وتوسيع دائرة تمثيليتهم ومشاركتهم وطنيا وجهويا ومحليا.
وأبرز البلاغ المشترك، الموقع من طرف منظمة الشبيبة الاستقلالية، والشبيبة الاشتراكية، والفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية والشبيبة الاتحادية، فضلا عن منظمة الشبيبة الحركية ومنظمة الشبيبة الدستورية، أن هذا الاستقطاب لن يحقق إلا بحماية المكتسبات المرتبطة بمشاركة الشباب في المؤسسات المنتخبة وطنيا ومحليا، ثم بالسعي إلى تطويرها لتشمل سائر المؤسسات التمثيلية والهيئات الاستشارية ومؤسسات هيئات الحكامة.
ودعت هذه الشبيبات الحزبية، في المقابل، إلى تقييم نتائج ولوج الشباب إلى مجلس النواب وفعاليتهم في العمل البرلماني، مؤكدة أن "عضوية الشباب في مجلس النواب أسهمت بإيجابية في الجهود الساعية لتغيير الصورة النمطية التي رسمت لعقود حول البرلمان والعمل البرلماني، عبر انخراطهم التام في تأدية مهامهم."
وتعليقا على الموضوع، أوضح شفيق الودغيري، عضو الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، أن لائحة الشباب مجرد آلية من أجل تعزيز مشاركة الشباب في الساحة السياسية، مبرزا أن مطالب شبيبة الحزب أكبر من لائحة وطنية في البرلمان.
وأبرز الودغيري، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن ما يجب التركيز عليه في الوقت الحالي هو توسيع مشاركة الشباب في المؤسسات المنتخبة المحلية والإقليمية والجهوية.
وأكد المتحدث ذاته رفض شبيبة الحزب إلغاء اللائحة الوطنية للشباب، مشيرا، في المقابل، إلى إمكانية إدخال تعديلات في هذه الآلية، "لكن مع الإبقاء على لائحة الشباب، سواء كانت وطنية أو جهوية".
وأبرز الودغيري في هذا الإطار، أن التراجع عن هذه اللائحة لن يخدم المشاركة السياسية للأحزاب، ولا يخدم تشجيع الشباب على الانخراط في الأحزاب السياسية، مشيرا إلى "أن التجربة أثبتت أن مجموعة من الشباب مروا من هذه الآلية وتمكنوا من الوصول إلى البرلمان، منهم رؤساء جماعات ورؤساء مجالس في الأقاليم، فضلا عن رؤساء الغرف المهنية."
ودعا عضو فيدرالية الشبيبة التجمعية إلى تحقيق التوازن المطلوب داخل البرلمان عبر تكوين قاعدة شبابية مهمة، قبل التفكير في إمكانية التخلي عن هذه اللائحة.
لائحة "ريعية" للشباب
من جهته، أكد عثمان الطرمونية، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، أن مشاركة الشباب في مجلس النواب المغربي وفي العمل البرلماني أسهمت في تغيير الصورة النمطية التي رسمت لعقود حول البرلمان، مشيرا إلى أن شباب الأحزاب ساهموا بشكل فعال ومتميز في العمل التشريعي والرقابي لمجلس النواب.
ويرى الطرمونية أنه "من الأجدر العمل على حماية هذا المكتسب المرتبط بمشاركة الشباب في مجلس النواب، والعمل على تطويره ليشمل سائر المؤسسات التمثيلية والهيئات الاستشارية، بدل الحديث عن إلغاء هذه اللائحة". وشدد، في المقابل، على ضرورة تجاوز بعض الإشكالات المرتبطة بطريقة اختيار المرشحين للائحة الشباب، لتجنب ما يسمى بـ"لائحة ريعية للشباب".
وأبرز الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن هذا الأمر "رهين بالديمقراطية الداخلية للأحزاب، والتوقف عن إدراج أسماء أقارب بعض الزعماء في لائحة الشباب".
وأضاف المتحدث ذاته أن الشبيبات تعمل على توجيه خطاب للشباب يقضي بوجود ديمقراطية داخلية للأحزاب السياسية، "إلا أنها تصطدم بإدراج أسماء بعض الزعماء داخل هذه اللوائح، ما يضرب عرض الحائط كافة النضالات المحفزة على الانخراط في الأحزاب السياسية".
وشدد الطرمونية، في هذا الإطار، على ضرورة "دمقرطة" عملية ولوج المرشحين إلى اللائحة الوطنية للشباب والسماح للأجهزة التقريرية للشبيبة من أجل اختيار مرشحيها.
الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية تطرق، ضمن تصريحه، إلى محدودية ولوج الشباب إلى الاستحقاقات الانتخابية دون لائحة خاصة بهم، متسائلا عن إمكانية نجاح شاب مرشح في دائرة معينة جماعية أو برلمانية في ظل وجود أعيان انتخابات، وأشخاص يحترفون ذلك.
ويطالب الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية بخلق آلية جديدة، إضافة إلى اللائحة الوطنية للشباب، لتمكنيهم من الولوج إلى المجالس المحلية والقروية والإقليمية والغرف المهنية والمجالس الجهوية، فضلا عن مؤسسات الحكامة، مبرزا أن الشباب لن يستطيعوا الولوج إلى هذه المجالس أو إلى البرلمان عن طريق الاقتراع المباشر، "وإقصاؤهم سيؤدي إلى برلمان 'شيوخ' لسنة 2021"، وفق المتحدث ذاته...
مقالات ذات صلة
سياسة
سياسة