إفريقيا
الأفارقة قلقون بعد "احتكار" البلدان الغنية للقاح
28/01/2021 - 14:01
مصطفى أزوكاحيتوجب على مواطني البلدان الإفريقية الامتثال أكثر للتدابير الوقائية في الفترة المقبلة، في ظل الصعوبات التي تجدها الكثير من البلدان في توفير اللقاح، الذي يبقى خاضعا لمنطق العرض والطلب في السوق العالمي، الذي تغلب فيه البلدان الغنية مصالحها القومية.
تلك رسالة ألح عليها المشاركون في ندوة صحفية عن بعد، نظمتها اليوم الخميس 28 يناير، منظمة الصحة العالمية، تطور "كوفيد-19" في القارة السمراء التي مازالت العديد من البلدان بها تنتظر التوصل باللقاح.
وتواجه القارة السمراء، التي نجت من التداعيات الخطيرة للموجة الأولى من "كورونا"، مخاطر مرتبطة بالموجة الثانية، حيث وصل معدل الوفيات إلي 2,5 في المائة، وهو معدل يتجاوز متوسط المعدل العالمي البالغ 2,2 في المائة، حسب مركز المراقبة والوقاية من الأمراض بإفريقيا.
وتبقى القارة السمراء من بين القارات الأقل تعرضا للفيروس، حيث سجلت، إلى غاية السابع والعشرين من يناير، 3,5 مليون حالة إصابة؛ أي 3,5 في المائة من الحالات في العام، مع تسجيل حوالي 88 ألف وفاة.
وتتعاظم المخاوف مع تدهور الوضعية بجنوب إفريقيا، مع اكتشاف السلالة الجديدة، والتي تم اكتشافها بعد ذلك في العديد من البلدان الإفريقيا، ما يجعل القارة تراهن أكثر على الخلاص عبر اللقاح، في ظل الضغط الكبير على المستشفيات التي تعاني من خصاص كبير على مستوى الموارد البشرية.
ولاحظت الدكتورة ريبيكا ناتالي مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا، بعض التراخي في الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي في بعض البلدان الإفريقية.
غير أنها شددت على أنه يتوجب الامتثال لتلك التدابير الوقائية تفاديا للعدوى، خاصة في ظل الصعوبات التي تجدها العديد من البلدان في تأمين اللقاح في الفترة الحالية.
وأكد ريشار ميهيغو، منسق برنامج التمنيع وتطوير اللقاحات بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإفريقيا، على ضرورة الحرص على نشر المعلومة الصحيحة حول الجائحة واللقاحات.
وشدد على أن المنظمة لا تميل للقاح دون آخر، غير أنها تتطلع إلى اللقاح الذي يمكن أن يستجيب بسرعة لحاجيات القارة، معتبرا أن اللقاح ذا الجرعة الواحدة سيكون الأنسب لها.
وأضاف أن المنظمة الدولية تسعى إلى تأمين لقاحات للدول الفقيرة في القارة، عبر آلية " كوفاس"، التي تسعى، بمعية مؤسسات دولية أخرى، إلى تأمين حوالي ملياري جرعة.
وذهب إلى أن الهدف بالنسبة للقارة الإفريقية يتمثل في تأمين لقاحات، تتيح تلقيح ما بين 20 و30 في المائة من ساكنتها في نهاية العام الحالي، مؤكدا على أن عمليات التلقيح ستتسارع في فبراير ومارس المقبلين.
واعتبر أنه، في انتظار توفير اللقاح في بعض البلدان، يفترض المضي في الاستعداد لعمليات التلقيح، مشددا على أن منظمة الصحة العالمية تواكب العديد من البلدان في سعيها للإعداد لتلك العمليات.
غير أنه استغرب ممارسة ظهرت في سوق اللقاحات، والتي أفضت إلى أداء بعض البلدان الإفريقية لأسعار تصل إلى ضعفي ونصف الثمن الذي تشتري به البلدان الغنية.
وأكدت ريبيكا ناتالي مويتي على ضرورة تفعيل آليات التضامن العالمية من أجل توفير اللقاح لبلدان إفريقية، معتبرة أنها لا يمكن لبلدان غنية أن تحمي مواطنيها إذا لم تتوفر الحماية من الفيروس عبر اللقاح لمواطني البلدان الأخرى.
وكان مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدحانوم غببريسوس، أكد على أن "العالم يواجه فشلاً أخلاقياً ذريعاً إذا لم يقرن أقواله بالأفعال فيما يتعلق بالإنصاف في إتاحة اللقاحات".
وأحال على دراسة جديدة نشرتها مؤسسة البحوث التابعة للغرفة التجارية الدولية، نبهت إلى أن التفاوت في توفير اللقاحات يشكّل فشلاً اقتصادياً أيضاً، معتبرة أن "التعامل مع اللقاحات من منظور قومي سيكلف الاقتصاد العالمي ما يناهز 9,2 تريليونات دولار أمريكي، تتكبد منها الاقتصادات الغنية ما يقارب نصف المبلغ، أي 4,5 تريليونات دولار".
وقد شدد مدير منظمة الصحة العالمية على أن اللقاح، ليس هو الذي سيساعد من أجل وضع حد للجائحة، بل عملية التلقيح، مؤكدا على أن التوزيع السريع والمتساوي للقاحات ليس واجبا أخلاقيا فقط، بل واجب صحي واستراتيجي واقتصادي.
مقالات ذات صلة
عالم
عالم
عالم