مجتمع
"الديسليكسيا".. مرض غامض داخل المدارس المغربية
13/12/2020 - 14:20
حليمة عامرأوضحت حسناء بلعوني، أخصائية تقويم النطق في الدار البيضاء، في تصريح لـ"SNRTnews"، أن "الديسليكسيا" أو ما يصطلح عليه بعسر القراءة، هو مرض واضطراب يصيب الأطفال ابتداء من ست إلى ثماني سنوات، ويتعلق باضطرابات في التعلم.
غموض الأعراض
بحسب الأخصائية، لا يعلم الكثير عن هذه الإعاقة في الأوساط الدراسية، ففي المدارس الفرنسية يعد هذا المرض واضحا عند الأساتذة، بخلاف المدارس المغربية.
وتروي بلعوني أنه، ذات مرة، تعرض تلميذ للعنف من طرف معلمته، لأنه كان يعاني من صعوبات في التعلم، وكان يعاني من عسر في القراءة رغم أنه تجاوز مستوى التعليم بالصف الأول.
وتؤثر هذه الظاهرة المرضية على المستوى العام للتلاميذ، حيث يمكن أن تتسبب في الهدر المدرسي، واستنزاف الكثير من الوقت والجهد في التلقين.
و تشدد الأخصائية على أنه من "صعوبات هذه الظاهرة هي قلة الوعي بها، مما يزيد من خطورة ظاهرة عسر القراءة أو الديسليكسيا، غموض أعراضها، و قلة الوعي، مما يجعل العنف والإقصاء أسياد الموقف حين يتعلق الأمر بالتعامل مع الطفل المصاب، في ظل غياب الرعاية الخاصة التي تؤهله لتجاوز الصعوبات التي يعاني منها، و الانخراط الإيجابي في الأنشطة الهادفة داخل القسم و خارجه".
ذكاء وإبداع
من جهتها، أوضحت لبنى دناي، أخصائية في النطق بالدار البيضاء، أن التلاميذ المصابين بـهذا الاضراب في القراءة يكون مستوى ذكائهم عاديا جدا أو حتى فوق العادي، فليس لـ"الديسليكسياّ أي علاقة بالتخلف العقلي، حيث يمكن أن يكون المرضى المصابين بهذه الإعاقة مبدعين في مجالات أخرى غير القراءة.
وتوضح الأخصائية أنه هناك فرق بين حالات ّالديسلكسيا" وحالات التأخر أو التخلف في القراءة، حيث تنتشر "الديسليكسيا" لدى الذكور بخلاف التأخر أو التخلف في القراءة، كما تؤكد أن أطفال "الديسليكسيا" يعانون من خلل وظيفي عصبي في دوائر القراءة بالنصف الأيسر الخلفي من المخ، بينما من النادر تشخيص هذا الخلل لدى الأطفال الذين يعانون تخلفا في القراءة".
وتشدد الدكتورة دناي على أنه لا يمكن الجزم بإصابة الطفل بعسر القراءة، فقط لأنه تظهر عليه هذه العلامات مجتمعة، فوحده الطبيب المختص لديه القدرة و الكفاءة لتشخيص الديسليكسيا و تحديد درجة الإصابة بها.
المعالجة بـ"يسر"
يسعى المغرب إلى تكوين خبراء للتعامل مع ذلك المرض، فقد أطلق المغرب، رسميا، برنامج "يسر" لفائدة الأشخاص ذوي إعاقة "الديسليكسياّ واضطرابات التعلم الخاصة، حيث يندرج ذلك ضمن البرنامج الوطني الرامي يروم إرساء حق هؤلاء الأطفال في تعليم دامج.
وسيستفيد من البرنامج الذي أعطى انطلاقته، يوم العاشر من دجنبر،انطلاقته كل من وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي، ووزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة جميلة المصلي، نخبة من أطر منظومة التربية والتكوين، على مدى ثلاث سنوات، بالإضافة إلى أطر القطاعات المعنية الأخرى.
ويتطلع البرنامج العلمي، الذي يأتي لدعم ومواكبة الأشخاص في وضعية إعاقة، لا سيما "الديسليكسيا" واضطرابات التعلم الخاصة، إلى تكوين خمسين خبيرا من المكونين الوطنيين، كما سيؤمن المرجع العلمي والتدريب العملي التطبيقي للتعامل مع ذوي اضطرابات التعلم مع إعداد الانتاجات العلمية والكتب التدريبية في هذا الشأن.
مقالات ذات صلة
إفريقيا
مجتمع
مجتمع