رياضة
ألعاب التضامن .. ألعاب القوى تحت إشراف حكم مغربي
11/08/2022 - 09:58
يونس الخراشيفجأة ظهر الحاج أحمد الطناني، الحكم الدولي الكبير في ألعاب القوى، والمدير التقني الأسبق للجامعة، بقميصه الأصفر، وسرواله الأسود، وآلة التواصل معلقة في خصره، وهو يقف إلى جانب الشاشة الكبيرة لملحق ملعب ميتروبوليتان، بقونيا التركية، حيث تجري ألعاب التضامن الإسلامي في دورتها الخامسة.
قال إنه جاء مباشرة من الدوحة، حيث استقدم لغرض قياس الماراثون الدولي الجديد للعاصمة القطرية. وأوضح بأنه اعتمد حكما في منافسات ألعاب القوى الخاصة بالدورة الخامسة لألعاب التضامن الإسلامي، التي تجري بقونيا إلى غاية الثامن عشر من غشت 2022.
طلب الحاج أحمد الطناني، بصوته الخفيض كما عادته في الكلام، الإذن لبعض الوقت، حتى يراقب نهائيا لأحد السباقات. وإذا به يعود إلى الوقوف بجانب الشاشة الكبيرة، وعيناه على المضمار كله، حيث يقف حكام مساعدون، ليبلغوه بكل صغيرة وكبيرة، حتى يتسنى له، وللجنة المكلفة، باعتماد النتائج رسميا.
الحاج أحمد الطناني جال كل العالم. أو تقريبا. عمل حكما لألعاب القوى في كل المنافسات الرياضية الكبيرة، من أولمبياد، إلى بطولة العالم لأم الرياضات، إلى الملتقيات الدولية، إلى ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والألعاب العربية، والإفريقية، وغيرها. واعتمد، لمرات ومرات، لقياس سباقات الماراثون. وهي السباقات التي تجري على مسافة 42,195 كلم، وتحتاج إلى ضبط صارم للمدار الذي سيمضي فيه الماراثونيون، حتى يتسنى اعتماد التوقيت النهائي.
حين انتهى الطناني من المراقبة، إذا به يعود ليكمل الحكاية. قال إنه أعجب بالملعب حيث تجري منافسات ألعاب القوى، لولا أن طبيعة المدينة الجبلية وكونه غير محاط بالمدرجات من كل جانب يعرضه لبعض الرياح، وهذه قد تجعل بعض الأرقام المسجلة من الرياضيين غير مقبولة، في حال تجاوزها سقفا معينا.
ثم راح يشرح كيف يشتغل الحكام، بداية من أولئك الذين يجلسون عند خط النهاية، حيث الحاسب الآلي للتوقيت. قال: "وجود هؤلاء الحكام، الذين يسجلون التوقيت يدويا، لغرض الاحتياط فقط. ثم هناك حكام آخرون في مواقع مختلفة من الملعب، وهم يساعدون في ضبط الأمور". وأعطى مثلا بسباق 800 متر، الذي كان سينطلق للتو. قال إنه سباق يتطلب من العدائين أن يحترموا أروقة بعضهم عند المنعرج الأول، ثم لكل منهم أن يغادر رواقه وينصرف إلى اليسار، ليكمل السباق.
وهنا أشار الطناني إلى علامات حمراء وضعت عند نهاية المنعرج، وقال لي، وقد بدا شعره أكثر بياضا من آخر لقاءاتنا قبل سنوات، ولكن بعينين ما زالتا تتوقدان شبابا، إن الاتحاد الدولي حرص على أن توضع تلك العلامات تفاديا لأي تشويش على العدائين، حتى وإن كانت هناك خطوط خضراء في تلك المواضع، لتدل على ما يتعين فعله. ثم زاد: "التحكيم في ألعاب القوى تطور كثيرا. فالانطلاقة صارت، من سنوات، مثيرة جدا، بفعل احتمال إلغاء المشاركة من الخطأ الأول. والحرص على أن يتجنب العداء الدفع، فضلا عن وضع القدم على الخط الأيسر، يحتاجان إلى مراقبة مستمرة ودقيقة. وهناك أشياء أخرى كثيرة تتطلب حرصا ودقة، ويرجع في الحالات المختلف عليها إلى الحكم الرئيسي للحسم".
في لحظة تالية، وقد دقق في الأوراق التي بين يديه فعرف أن لديه فسحة، قال الطناني، وهو يبتسم، إنه محظوظ. ثم أوضح: "من حسن حظي أنني التقيت، لدى وصولي إلى مطار قونيا، شابا مغربيا، بالصدفة. كان اللقاء به أشبه بالقشة التي تنقذ الغريق. فلولاه لتعبت كثيرا كي أعثر على طريقي وفندقي. إنه شاب يدرس بتركيا، حسبما حكى لي. وهو لطيف ومؤدب جدا". أما حين حل موعد السباق الآخر في برنامج عمله، فقد نهض بهدوء، وهو يعيد التدقيق في أوراقه. ثم قال محييا: "نلتقي غدا إن شاء الله. إلى اللقاء".
مقالات ذات صلة
رياضة
رياضة
رياضة
رياضة